رد المك محمد السادس يوم الجمعة 20 غشت على قضية التجسس باستخدام البرنامج الإسرائيلي “بيجاسوس” في خطابه بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، معتبرا بأن المغرب يتعرض لمؤامرة وحملة موجهة ضد من عدة أطراف دون تسميتها.
الملك وجه أصابع الاتهام لـ “دول ومنظمات” مؤكدا بأنها قامت بحملة من أجل الإساءة لصورة المغرب ومصالحه، مستنكرا في الوقت ذاته محاولات الإساءة للمؤسسات الأمنية المغربية عبر مجموعة من الادعاءات “غير المعقولة”.
الملك اعتبر أن دولا أوروبية أظهرت ضعفا في مؤسساتها وبأنها تريد من المغرب أن يصبح مثلها، وبالتالي التأثير على مؤسسات الدولة التي تسهر على الحفاظ على سلامته.
الملك ومن خلال هذه العبارات قام بالرد على ما تم تداوله بخصوص قضية التجسس دون الإشارة لها بالإسم، وقد حرص على التأكيد على عمق العلاقات وعلاقة الصداقة التي تجمعه بالرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، الذي زعمت تقارير إعلامية بأنه كان مستهدفا ببرنامج التجسس.
وفي ما يلي ما جاء على لسان الملك بهذا الخصوص: “(..) مواجهة الهجمات المدروسة، التي يتعرض لها المغرب، في الفترة الأخيرة، من طرف بعض الدول، والمنظمات المعروفة بعدائها لبلادنا.
فالمغرب مستهدف، لأنه دولة عريقة ، تمتد لأكثر من إثني عشر قرنا، فضلا عن تاريخها الأمازيغي الطويل؛ وتتولى أمورها ملكية مواطنة، منذ أزيد من أربعة قرون ، في ارتباط قوي بين العرش والشعب.
والمغرب مستهدف أيضا، لما يتمتع به من نعمة الأمن والاستقرار، التي لا تقدر بثمن، خاصة في ظل التقلبات ، التي يعرفها العالم.
ورغم ذلك، فالمغرب والحمد لله، معروف بسمعته ومكانته، التي لا نقاش فيها ، وبشبكة علاقات واسعة وقوية، ويحظى بالثقة والمصداقية، على الصعيدين الجهوي والدولي.
أبانت الشهور الأخيرة، أن هذه الدول تعرف ضعفا كبيرا، في احترام مؤسسات الدولة، ومهامها التقليدية الأساسية. لذلك يريدون أن نصبح مثلهم، من خلال خلق مبررات لا أساس لها من الصحة، واتهام مؤسساتنا الوطنية، بعدم احترام الحقوق والحريات، لتشويه سمعتها، ومحاولة المس بما تتميز به من هيبة ووقار.
إنهم لا يريدون أن يفهموا، بأن قواعد التعامل تغيرت ، وبأن دولنا قادرة على تدبير أمورها، واستثمار مواردها وطاقاتها، لصالح شعوبنا.
لذا، تم تجنيد كل الوسائل الممكنة، الشرعية وغير الشرعية، وتوزيع الأدوار، واستعمال وسائل تأثير ضخمة ، لتوريط المغرب ، في مشاكل وخلافات مع بعض الدول .
بل هناك تقارير تجاوزت كل الحدود. فبدل أن تدعو إلى دعم جهود المغرب ، في توازن بين دول المنطقة، قدمت توصيات بعرقلة مسيرته التنموية، بدعوى أنها تخلق اختلالا بين البلدان المغاربية.
كما دبروا حملة واسعة، لتشويه صورة مؤسساتنا الأمنية، ومحاولة التأثير على قوتها وفعاليتها، في الحفاظ على أمن واستقرار المغرب؛ إضافة إلى الدعم والتنسيق، الذي تقوم به في محيطنا الإقليمي والدولي، باعتراف عدد من الدول نفسها”.