السبت 5 أكتوبر 2024

حكيم بلعباس ينقذ مهرجان طنجة بـ “لو كان يطيحو لحيوط”

انتهت العروض الرسمية لمهرجان الفيلم الوطني بمدينة طنجة، اليوم الأخير شهد عرض أفضل العروض السينمائية هذه السنة، فيلم “لو كان يطيحو لحيوط”.

قال المخرج السينمائي، حكيم بلعباس، إن فيلمه الأخير “لو كان يطيحو لحيوط” الذي تم عرضه أمس الجمعة في إطار الدورة الثانية والعشرين للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، يستحضر المشترك الإنساني في مجمله من خلال حكايات أناس تتكرر في كل مكان.

وأوضح بلعباس في تصريح للقناة الإخبارية لوكالة المغرب العربي للأنباء (M24)، أن الحكايا التي يعرض لها الفيلم تتسم أولا بوحدة الفضاء الذي تحدث فيه، وهو مدينة أبي الجعد، مسقط رأسه، لكنها تعرض أيضا لحكايات من صميم المعيش اليومي قد يبدو للوهلة الأولى أنها خاصة بأصحابها لكنها في الواقع حكاياتنا جميعا.

واستحضر بلعباس في هذا الصدد قاعدة “الدرجات الست من التباعد”، وهي نظرية تقوم على أن كل شخص في العالم تربطه علاقة مع أي شخص آخر في العالم عن طريق سلسلة من الأشخاص لا يزيد عددهم عن ستة أشخاص، على اعتبار أن كل إنسان ينسج شبكة علاقات تؤول في النهاية إلى شبكة واحدة تشمل كل سكان المعمور.

وبالعودة إلى فضاء الفيلم، مدينة أبي الجعد، التي تعلم فيها بلعباس أولى دروس السينما في قاعة سينما تعود لوالده، يقول المخرج السينمائي إنه يطمح إلى تحويلها إلى فضاء عملي يتم فيه تقاسم مبادئ السينما مع فتيان وشباب المدينة.

وأشار إلى أن الفكرة ستمثل تجسيدا أكثر قوة لتجربة “مختبر الصحراء” التي يخوضها رفقة عدد من أصدقائه من خلال التوجه إلى أماكن لا تصلها السينما.

وتقوم تجربة مختبر الصحراء، يضيف بلعباس، على أن يستقدم الشباب المستفيدون صورة يعتبرونها أساسية في حياتهم فيتم الاشتغال عليها سينمائيا وتحويلها إلى مقطع فيديو قصير قد لا يتجاوز دقيقة أو أكثر بقليل.

وأبرز بلعباس أن مسعانا من خلال “مختبر الصحراء” هو أن “نزرع روح السينما وأهدافها” في أماكن بعيدة، و”نكون كمثل سحابة ماطرة لعلها تنفع حيث مرت”.

وقال إنه “إذا أردت تجسيد فكرة المختبر عمليا، فلن أجد أفضل من مدينة أبي الجعد، ولن أجد أفضل من قاعة والدي”.

وبحسب بلعباس، يمكن العمل لتطبيق الفكرة على استقدام مخرجين من مختلف أنحاء العالم إلى لقضاء أيام قليلة بها يلقنون خلالها مبادئ وأوليات السينما لأبناء المدينة في إطار تلقائي ودون إجراءات بيروقراطية.

ويجمع فيلم (لو كان يطيحو لحيوط) (ساعتان و16 دقيقة)، ممثلين من مختلف الأجيال، من ضمنهم على الخصوص أمين الناجي وحسناء المومني وزهور السليماني وسناء العلوي وغيرهم.

ويحمل بلعباس في الفيلم الذي يتنافس على جوائز مسابقة الأفلام الروائية الطويلة ضمن هذه الدورة من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، الجمهور ليعيشوا في قلب قصص الحياة اليومية لنساء ورجال مدينة أبي الجعد. وهي قصص عايش بعضها في طفولته وصباه وسمع عن بعضها الآخر.

وترصد كاميرا المخرج وجوه الزوجات والأزواج، والأمهات والآباء، والأبناء والبنات، كلهم يحكون تناقضات القدر وظلمه، لكن أيضا يحمل أجمل هداياه وأحلى عطايا العمر، حيث يمزج الألم والأمل، والفرح والحزن، والدمع الحار والبارد، انطلاقا من الحداد وحزن القلب بعد وفاة شخص عزيز وعيش فرحة ولادة إنسان وما يرافق ذلك من أمل وسعادة.

ويعد الفيلم السينمائي الطويل بمثابة “رحلة شعرية تشبه الحياة الواقعية داخل قرية مغربية صغيرة، حيث ينقل المخرج بنظرته الفنية المشاهدين في رحلة مميزة لسبر أغوار تفاصيل يومية تمر أمامنا دون أن ننتبه لها ولا نلاحظ وجودها”.

وبحسب تقديم بلعباس، فإن فيلم “لو كان يطيحو الحيوط” هو “تأمل بصري في الحياة الداخلية للأفراد، منسوجة من خلال خيط الإنسانية المشتركة التي تربط الشخصيات المعنية، فهو احتفال بالكفاح اليومي والتناقض، وقمة رصينة في الأقدار التي قد تبدو للوهلة الأولى مظلمة”.

الزوار يتصفحون حاليا

شاركنا رأيك

1 تعليق

  1. انه التاريخ في القاعة التي يتحدث عنها بلعباس عشت ايام السينما وعمري سبع سنوات لازلت اتذكر الجيلالي وبوجمعة وخليفة والشباني وغيره وبلعباس يعرفهم لانهم كانوا يعملون جميعا في هذه القاعة ولازلت اتذكر الصياح عندما يتقطع الشريط فعلا انها ايام زمان واليوم وانا اعيش في طنجة فاض بي الشوق وجلست امام سنيما الريف في ساحة تسعة ابريل اجتر ذكرياتي في ابي الجعد وكيف امتزجت بهواه طنجة ااغالية

اترك ردًا

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر ساعة