كشفت دراسة حديثة عن إصابة الأطر الصحية العاملين في مجال الأورام وعلاج السرطان في المغرب بمتلازمة “الإرهاق الوظيفي”، لاسيما العاملين في مجال الأورام بالمعهد الوطني للأورام بالرباط.
البحث الذي نشر عبر مجلة Oncoscience المتخصصة، من قبل إيمان عرامي، صابر بوطيب، وحسن الريحاني من كلية الطب والصيدلة بجامعة محمد الخامس بالرباط. أظهر أن 61.5% من المشاركين يعانون من إرهاق شديد، و70.4% يعانون من إرهاق عاطفي متوسط إلى عالٍ، و57.1% يظهرون علامات التباعد النفسي.
80.2% عبروا عن رغبتهم في ترك المهنة.
الدراسة أظهرت انتشارا في الإرهاق الوظيفي بين الممرضين، فنيي الصحة، والموظفين الإداريين في مجال الأورام بالمغرب. وأكدت بأن ذلك يثير قلقًا كبيرًا بشأن الصحة العامة واستدامة النظام الصحي.
يُعتبر الإرهاق الوظيفي مشكلة متنامية في المجال الطبي عالميًا، خاصة في بيئات الضغط العالي مثل الأورام.
الدراسة أو البحث
أُجريت الدراسة المقطعية خلال الفترة من شتنبر إلى دجنبر 2024. شملت الدراسة 91 مشاركًا من العاملين في القطاع الصحي، بما في ذلك الممرضون (63.7%)، فنيو الصحة (18.5%)، والموظفون الإداريون (17.6%). تم استخدام استبيان ماسلاش للإرهاق الوظيفي–الخدمات الإنسانية (MBI-HSS)، وهو أداة نفسية معتمدة، لقياس شدة الإرهاق عبر أبعاده الثلاثة. كما تم تطبيق نمذجة المعادلات الهيكلية (SEM) لتحليل العلاقات المتبادلة بين هذه الأبعاد وعوامل المخاطر. من أصل 200 استبيان تم توزيعها، تم إرجاع 91 استبيانًا، بمعدل استجابة 45.5%.
أبرز النتائج
- الإرهاق العاطفي: سجل 70.4% مستويات متوسطة إلى عالية، مما يعكس الإجهاد النفسي الشديد الناتج عن التعامل المستمر مع مرضى السرطان.
- التباعد النفسي: أظهر 57.1% انفصالًا عاطفيًا عن المرضى، وهو مؤشر على فقدان التعاطف بسبب الضغوط المهنية.
- انخفاض الإنجاز الشخصي: أفاد 24.2% بانخفاض الإشباع المهني، بينما حافظ 50.5% على مستويات عالية من الإنجاز.
- عوامل المخاطر: الشباب (20-35 سنة)، النساء (64.8% من العينة)، الممرضون (63.7%)، والعاملون في المناوبات الليلية المتكررة (34.1% يقومون بـ5-10 مناوبات شهريًا) كانوا الأكثر تأثرًا. كما ارتبط الإرهاق بعبء العمل الزائد (49.5%)، نقص الموارد (44%)، والضغط الإداري (38.5%).
تحديات بيئة العمل
أفاد المشاركون عن ظروف عمل صعبة، حيث أشار 54.9% إلى عدم الرضا عن الرواتب، وتعرض 15.4% للعنف اللفظي، وواجه 34.1% نزاعات مهنية. كما أبلغ 30.8% عن نوم أقل من خمس ساعات يوميًا، و71.4% لا يمارسون نشاطًا بدنيًا منتظمًا، مما يزيد من الإجهاد النفسي.
توصيات عاجلة
دعا الباحثون إلى تدخلات مؤسسية عاجلة لمعالجة الإرهاق، تشمل تقليل عبء العمل، تحسين ظروف العمل، تقديم حوافز مالية، وتعزيز التعليم المستمر والدعم النفسي. وأكدوا أن الحلول التنظيمية أكثر فعالية من التدخلات الفردية، بما يتماشى مع المبادئ الدولية.
Burnout
يُعد الإرهاق الوظيفي (Burnout) تحديًا متزايد الأهمية في القطاع الصحي، خاصة في التخصصات ذات المتطلبات العاطفية العالية مثل الأورام. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يُعرف الإرهاق على أنه متلازمة ناتجة عن الإجهاد المزمن في مكان العمل الذي لم يُدار بفعالية، ويتألف من ثلاثة أبعاد رئيسية: الإرهاق العاطفي، التباعد النفسي (الانفصال العاطفي)، وانخفاض الإحساس بالإنجاز الشخصي.
هذه الظاهرة لا تؤثر فقط على الصحة النفسية والجسدية للعاملين في القطاع الصحي، بل تهدد أيضًا جودة الرعاية المقدمة للمرضى واستدامة النظام الصحي.
تابعوا طنجة7 على صفحتنا بموقع فيسبوك. وعلى منصة إنستغرام. إضافة لمنصة X وتطبيق نبض


