انتشر مقطع فيديو يظهر تدفق مياه ملوثة من مارينا طنجة إلى الشاطئ البلدي، يوم الأربعاء 23 يوليوز. هذا ما أثار موجة غضب واسعة بين سكان المدينة وزوارها.
هذا الحادث لم يسلط الضوء فقط على مشكلة التلوث البيئي. بل كشف أيضًا عن تناقضات صارخة في منح علامة اللواء الأزرق لمارينا طنجة، وهي الشارة التي تُفترض أنها تكرّس الالتزام بالمعايير البيئية والصحية الوطنية والعالمية.
مارينا طنجة واللواء الأزرق: مكسب أم تناقض؟
حصلت مارينا طنجة، التي دشنت سنة 2018 على علامة اللواء الأزرق في صيف 2025. هذه الشارة البيئية تمنحها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة.
تمنح هذه الشارة للشواطئ والموانئ التي تلبي معايير صارمة تتعلق بجودة مياه الاستحمام، نظافة الرمال، تدبير النفايات، والسلامة العامة. ومع ذلك، فإن ظهور مقطع الفيديو الذي يوثّق تدفق مياه ملوثة من المارينا إلى الشاطئ البلدي، يطرح تساؤلات جدية حول مدى مطابقة هذا الفضاء للمعايير المطلوبة.
اللواء الأزرق، يفترض أن يكون رمزًا للنظافة والاستدامة، لكنه يبدو في هذه الحالة وكأنه يستخدم كغطاء لإخفاء مشاكل بيئية حقيقية.
كيف يمكن أن يحتفى بمارينا طنجة كوجهة بيئية بينما تُسهم في تلويث الشاطئ البلدي، وهو الفضاء الذي يستقطب آلاف المصطافين يوميًا؟ هذا التناقض لا يقتصر على إشكالية إدارية، بل يمتد ليشمل مخاطر صحية واجتماعية خطيرة.
مخاطر التلوث على الصحة العامة
يُعدّ الشاطئ البلدي في طنجة وجهة رئيسية للسكان المحليين والسياح على حد سواء. حيث يعتبر مكانًا للاستجمام والترفيه، فضلاً عن استضافته لأحداث رياضية مائية تجذب المشاركين من مختلف الأعمار. ومع ذلك، فإن تدفق المياه الملوثة من مارينا طنجة إلى هذا الشاطئ يشكل خطرًا كبيرًا على صحة المصطافين.
تلوث مياه البحر قد يحمل مواد كيميائية ضارة، بكتيريا مثل القولونيات، ونفايات بلاستيكية. هذا يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض الجلدية، الالتهابات، وحتى الأمراض المزمنة في حال التعرض المستمر.
تقارير سابقة، مثل تقرير وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة لعام 2022، أشارت إلى أن عدة شواطئ في عمالة طنجة-أصيلة، بما في ذلك الشاطئ البلدي، تُعتبر غير صالحة للسباحة بسبب التلوث الناتج عن المياه العادمة والنفايات البلاستيكية.
هذه التقارير تؤكد أن المشكلة ليست جديدة، بل هي تحدٍ مستمر يتطلب تدخلاً عاجلاً من السلطات المحلية والوزارة الوصية. ومع استمرار المواطنين في السباحة في هذه الشواطئ بدون وعي كافٍ بالمخاطر، فإن المسؤولية تقع على الجهات المعنية لتوفير بيئة آمنة وصحية.
لمتابعة أخبار طنجة7 على منصات التواصل الاجتماعي، يمكنكم الاشتراك على صفحتنا بموقع فيسبوك. يمكنكم أيضا الاشتراك على منصة إنستغرام. إضافة لمنصة X وتطبيق نبض


