مراجعة شاملة للعاملين في الحراسة والنظافة والاستقبال بالمستشفيات لتحسين معاملة المغاربة.. وجهة طنجة النموذج

طنجة7

أكد أمين التهراوي، وزير الصحة والحماية الاجتماعية وعضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، خلال لقاء نظمه الحزب، عن اعتماد إصلاح شامل في قطاع الصحة. يتضمن هذا الإصلاح مراجعة دفاتر التحملات الخاصة بالعاملين في الحراسة والنظافة والاستقبال بالمستشفيات.

الوزير أكد أن هذه المراجعة تهدف إلى التعاقد مع شركات تحتمم أولا العمال والحد الأدنى للأجور. كما أنها توفر عاملين يحسنون معاملة المغاربة ويستقبلون المرضى بشكل لائق.

الوزير شدد بأن هذه الإصلاحات تتماشى مع توجيهات للملك محمد السادس. في إطار رؤية شاملة لتعزيز العرض الصحي وتحسين البنية التحتية. وتعمل أيضًا على رقمنة القطاع وتقليص الفوارق المجالية في الولوج إلى الخدمات الصحية. مع إيلاء أهمية خاصة للحكامة القوية كركيزة أساسية لنجاح هذا الورش الوطني.

حكامة قوية: حجر الزاوية لإصلاح القطاع الصحي

شدد التهراوي على أن أي إصلاح صحي لا يمكن أن ينجح دون حكامة قوية وشفافة. وفي هذا السياق، أشار إلى مراجعة دفتر تحملات الخدمات المساندة في المستشفيات والمراكز الصحية، مثل الحراسة والنظافة والاستقبال. أكد أن الشركات المتعاقدة يجب أن تلتزم بتوفير خدمات ذات جودة عالية، مع ضمان ظروف عمل إنسانية للعاملين، والتقيد بالحد الأدنى للأجور. تهدف هذه الخطوة إلى تحسين تجربة المرضى وتعزيز كرامتهم أثناء تلقي العلاج. كما تحرص على ضمان بيئة عمل محفزة للعاملين في القطاع.

تحسين استقبال المرضى وتوحيد مسارات العلاج

أبرز الوزير جهود الوزارة في تحسين استقبال المرضى والعناية بهم داخل المؤسسات الصحية. ومن بين المبادرات البارزة، العمل على توحيد مراحل العلاج في كل جهة من خلال اعتماد الملف الطبي المشترك. يهدف هذا النظام إلى تسهيل تتبع الحالة الصحية للمرضى وتقليص المدة بين التشخيص والعلاج. كما يساهم في تحسين كفاءة الخدمات المقدمة. أكد التهراوي أن هذه الإصلاحات ليست مجرد حلول ترقيعية، بل جزء من استراتيجية شاملة. تهدف الاستراتيجية إلى إعادة هيكلة المنظومة الصحية بأكملها.

تعزيز البنية التحتية الاستثمارية

كشف الوزير عن تخصيص استثمارات ضخمة بقيمة تفوق 40 مليار درهم لتأهيل البنية التحتية الصحية. تشمل هذه الاستثمارات بناء مستشفيات جامعية وجهوية وإقليمية، إضافة إلى مراكز صحية قريبة من المواطنين. كما يتم العمل على تجهيز هذه المؤسسات بأحدث المعدات الطبية لضمان تقديم خدمات ذات جودة عالية. وأشار التهراوي إلى أن هذه المشاريع تهدف إلى تقليص الفوارق المجالية وتوزيع عادل للخدمات الصحية عبر التراب الوطني.

معالجة الخصاص في الموارد البشرية

أحد التحديات الكبرى التي تواجه القطاع الصحي هو الخصاص في الموارد البشرية. لمواجهة هذا التحدي، أعلن الوزير عن مضاعفة عدد مقاعد التكوين للأطباء والممرضين. كما يتم توسيع شبكة المعاهد والكليات الصحية في مدن مثل طنجة، كلميم، الداخلة، وزاكورة. تم إدخال إجراءات تحفيزية مثل الأجر المتغير حسب الجهة، تعويضات عن العمل في المناطق النائية، وتحسين بيئة العمل. كل ذلك لجذب الأطر الصحية والحد من هجرتها.

رقمنة القطاع الصحي والملف الطبي الإلكتروني

تعتبر رقمنة القطاع الصحي من الأولويات الرئيسية في إصلاحات الوزارة. أوضح التهراوي أن الوزارة تعمل على توحيد الأنظمة المعلوماتية بحلول عام 2026. كما يتم تحويل وثائق العلاج إلى صيغة إلكترونية بالتعاون مع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. يتم تطوير الملف الطبي الإلكتروني لضمان تتبع دقيق للحالات الصحية وتحسين جودة الخدمات.

المجموعات الصحية الترابية: نموذج طنجة كبداية

أحد المشاريع الاستراتيجية التي أطلقتها الوزارة هو إحداث المجموعات الصحية الترابية. تهدف هذه المجموعات إلى منح الجهات استقلالية إدارية ومالية في تدبير الشأن الصحي. بدأت التجربة كنموذج أولي في جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، مع خطة لتعميمها تدريجياً على باقي جهات المملكة. من خلال هذه المجموعات، تسعى الوزارة إلى تقريب الخدمات الصحية من المواطنين. كما تهدف إلى تلبية احتياجات كل جهة حسب خصوصياتها وتعزيز الحكامة المحلية.

إحداث هيئات جديدة لدعم المنظومة الصحية

أعلن الوزير عن إنشاء هيئات جديدة مثل وكالة الدم ووكالة الأدوية ووكالة الصحة. تهدف هذه الهيئات إلى تحسين إدارة الموارد الصحية وضمان جودة المنتجات الطبية. تلعب هذه الهيئات دوراً محورياً في تنظيم القطاع وتعزيز فعاليته.

هذا واختتم التهراوي تصريحاته بالتأكيد على أن هذه الإصلاحات تندرج ضمن رؤية الملك محمد السادس لإرساء منظومة صحية وطنية منصفة وشاملة. من خلال تعزيز الحكامة وتحسين البنية التحتية ورقمنة القطاع، وإحداث المجموعات الصحية الترابية، تسعى الوزارة إلى تحقيق نقلة نوعية في جودة الخدمات الصحية. كما تسعى لضمان ولوج عادل لجميع المواطنين. يبقى التحدي الأكبر في تنزيل هذه الإصلاحات بفعالية وشفافية، لتلبية تطلعات المغاربة وتعزيز ثقتهم في المنظومة الصحية.

آخر ساعة

تابعنا

أعثر علينا على الوسائط الاجتماعية
نشرة السابعة
إشترك معنا للتوصل بجميع الأخبار