كم مرة ألغى المغرب سنة عيد الأضحى؟

طنجة7

حتى اليوم، 27 فبراير 2025، ألغى المغرب شعيرة ذبح الأضحية أربع مرات في تاريخه الحديث: ثلاث مرات في عهد الملك الحسن الثاني (1963، 1981، 1996)، ومرة واحدة في عهد الملك محمد السادس (2025). هذه القرارات، رغم ندرتها، تعكس حرص القيادة على موازنة الالتزام الديني بالواقع الاقتصادي والبيئي، مما يجعلها تجربة فريدة في سياق الدول الإسلامية.

المرات التاريخية لإلغاء عيد الأضحى

منذ استقلال المغرب في عام 1956، تم إلغاء شعيرة ذبح الأضحية رسميًا أربع مرات حتى الآن، بناءً على قرارات ملكية استندت إلى مصلحة الشعب والحفاظ على الثروة الحيوانية والاقتصاد الوطني.

  1. سنة 1963: كانت المرة الأولى التي أُلغي فيها عيد الأضحى في عهد الملك الحسن الثاني. تزامن ذلك مع “حرب الرمال”، وهي النزاع المسلح بين المغرب والجزائر حول الحدود في منطقة الصحراء. أدت الحرب إلى أزمة اقتصادية حادة، حيث استنزفت الموارد المالية للبلاد، مما دفع الملك إلى إصدار قرار بمنع ذبح الأضاحي لتخفيف الضغط على الاقتصاد الوطني.
  2. سنة 1981: جاء القرار الثاني في سياق أزمة اقتصادية أخرى تفاقمت بسبب موجات جفاف شديدة ضربت المغرب. أثر الجفاف على الثروة الحيوانية، مما أدى إلى نقص في عدد المواشي وارتفاع أسعارها. قرر الملك الحسن الثاني إلغاء الشعيرة، لكن هذا القرار قوبل بمعارضة من بعض المواطنين، حيث لجأ البعض إلى ذبح الأضاحي سرًا، بل وصل الأمر إلى أعمال احتجاجية رمزية في بعض المناطق.
  3. سنة 1996: كانت هذه المرة الثالثة في عهد الحسن الثاني، وجاءت نتيجة جفاف استمر لسنوات، أثر بشكل كبير على القطاع الفلاحي والثروة الحيوانية. أعلن الملك أنه سيذبح أضحية نيابة عن الشعب المغربي، بهدف حماية المواطنين من ارتفاع أسعار الأضاحي وحفظ التوازن الاقتصادي. التزم معظم المغاربة بالقرار، رغم قيام البعض بالذبح في الخفاء.
  4. سنة 2025: في قرار يعد الأول من نوعه في عهد الملك محمد السادس، أُعلن في 26 فبراير 2025 عن إلغاء شعيرة ذبح الأضحية لهذا العام. جاء هذا القرار بعد سنوات متتالية من الجفاف أدت إلى تراجع حاد في أعداد الماشية، مما زاد من صعوبة توفير الأضاحي بأسعار في متناول المواطنين. وجه الملك محمد السادس رسالة إلى الشعب، أكد فيها أن هذا الإجراء يهدف إلى رفع الحرج عن المواطنين، خاصة ذوي الدخل المحدود، وأنه سيذبح أضحيتين نيابة عن الأمة، مستندًا إلى فعل النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

أسباب الإلغاء

تتكرر الأسباب وراء هذه القرارات، ويمكن تلخيصها في:

  • الجفاف: يؤثر الجفاف على الزراعة والماشية، مما يقلل من توفر الأضاحي ويرفع أسعارها.
  • الأزمات الاقتصادية: سواء بسبب الحروب أو سوء الإدارة أو الظروف المناخية، فإن الأوضاع الاقتصادية الصعبة كانت دائمًا محفزًا لاتخاذ مثل هذه القرارات.
  • حماية الثروة الحيوانية: يهدف الإلغاء إلى منع استنزاف القطيع الوطني، خاصة في ظل تراجع أعداد المواشي.

ردود الفعل

في كل مرة، انقسم المغاربة بين مؤيد ومعارض. المؤيدون يرون أن هذه القرارات ترفع الحرج عن الفقراء وتحافظ على الاقتصاد، بينما يعتبر المعارضون أن الشعيرة جزء لا يتجزأ من الهوية الدينية والاجتماعية، ويرفضون التدخل فيها حتى في ظل الظروف الصعبة.

وعيد الأضحى، أو “العيد الكبير” كما يسميه المغاربة، يعد واحدًا من أهم المناسبات الدينية والاجتماعية في المغرب. يرتبط هذا العيد بشعيرة ذبح الأضحية، التي تُعتبر سنة مؤكدة في الإسلام مشروطة بالاستطاعة.

وسوم :
آخر ساعة

تابعنا

أعثر علينا على الوسائط الاجتماعية
نشرة السابعة
إشترك معنا للتوصل بجميع الأخبار