اعتماد المعيار الجهوي لرفع الحجر الصحي في المغرب.. القرار الصّعب!

قال الباحث الأكاديمي في القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء،عتيق السعيد، إن اعتماد المعيار الجهوي لرفع الحجر الصحي تدريجيا، يبدو هو الأكثر واقعية وفعالية، لأن الوضعية الوبائية تختلف من جهة إلى أخرى، على اعتبار أن مناطق مختلفة بجهات المملكة أصبحت شبه خالية من حالات الوباء، في حين هناك مناطق ترتفع فيها نسبة الحالات والبؤر الوبائية.
وانطلاقا من هذا التشخيص الميداني، أوضح السعيد في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الرفع التدريجي على المستوى المحلي ثم الإقليمي وصولاً إلى رفع كامل على الجهة، ستكون من ناحية بمثابة محفز اجتماعي ونفسي للمواطنين على التقيد بصرامة مع إجراءات الوقاية واحترامها من أجل الوصول إلى رفع الحجر الصحي، ومن ناحية أخرى مقياسا لمدى احترام خطوات السلامة والوقاية، مشدّداً على “عدم تحول هاته الخطوة لمسبب للاحتقان والتنافر الاجتماعي”.
و بالنظر لكون تدابير رفع حالة الطوارئ الصحية جد معقدة، يرى المتحدث أنه من الأفضل أن تُدرج حسب وضعية الجهات لأنها مرهونة تبعا لخصوصية الحالة الوبائية بالمناطق، وأيضا مدى استجابة المواطنين والتزامهم بتدابير الوقاية والسلامة والتباعد الاجتماعي المفضي إلى الاستقرار النسبي للحالة الوبائية في الفترة السابقة وتراجع قياس العدوى الأساسي، مبرزا أن هذا القرار قاعدته الأساسية الحصيلة الوبائية.
و لاحظ أن رفع الحجر الصحي و حالة الطوارئ بالمناطق التي تخلو من الفيروس أو التي شُفيت منه بالكامل يمكن أن يستثمر على عدة مستويات صناعية و فلاحية وتجارية، على اعتبار أن بلادنا تعرف تنوّعاً وغنى في الموارد والإمكانيات تختلف حسب كل جهة.
وتوقّع الباحث السياسي أن خطوة الرفع التدريجي حسب الحالة الوبائية بالجهات ستضمن تعزيز التكافل والتآزر بين الأقاليم داخل الوحدة الترابية أي الجهة نفسها، مضيفا أنه من البديهي أن بعض المناطق المحلية والأقاليم لديها قدرة محدودة ويجب أن تعتمد على التضامن المحلي.
ومن هذا المنطلق، يقول السعيد “ستكون هناك فرصة لتلقيح الإنتاجية في مختلف المجالات، وآنذاك ستنتقل خطة الرفع التدريجي للطوارئ الصحية بالجهات من تحصين المناطق وتعايشها مع الأزمة الوبائية بما يضمن السلامة الصحية والرجوع لنمط الحياة الطبيعية ولو نسبيا، إلى جعل هاته الخطة صمّام أمان لخلق توازنات بالنمو الاقتصادي من الجزئي إلى الكلي”.
شاركونا آراءكم