لغياب العلاجات الضرورية.. لسعة عقرب تودي بحياة طفلٍ من إقليم وزان

لفظ طفلٌ يبلغ من العمر أربع سنوات أنفاسه الأخيرة بمستشفى السويسي في الرباط، فجر يوم الخميس فاتح غشت الحالي، متأثرا بمضعافات لسعة عقرب سامة تعرّض لها مساء يوم الأربعاء الماضي، بمنزل عائلته بدوار عين بوعزة جماعة المجاعرة إقليم وزان.
وقالت العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان بإقليم وزان، نقلاً عن أسرة الطفل المتوفى، إنه تم نقله على وجه السرعة إلى المركز الصحي لعين دريج بالجماعة المذكورة، ومنه إلى المستشفى الإقليمي بوزان، بعد ساعتين من الانتظار إثر تأخر سيارة الإسعاف.
وأضافت العصبة أنه، وأمام غياب غرفة إنعاشٍ مجهزة بمستشفى وزان، طُلب من أسرته نقله إلى مستشفى السويسي بالرباط، حيث وصل إلى هناك حوالي الساعة الثانية صباحا.
ورغم حالته الحرجة جدا والمستعجلة، تقول العصبة، لم يتم إدخاله إلى غرفة الإنعاش بمستشفى السويسي إلا بعد ثلاث ساعات تقريبا، ليلفظ بعدها أنفاسه الأخيرة حوالي الساعة السادسة صباحا.
وقد عبّر المكتب الإقليمي للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان بوزان عن استنكاره لاستمرار وفيات الأطفال المغرب بهذا الشكل المؤلم، في انتهاك صارخ للحق في الصحة والحياة المنصوص عليهما دستوريا وكذا في المواثيق والعهود والاتفاقيات الدولية التي صادق عليها المغرب.
واعتبر المكتب وفاة الأطفال بسبب لسعات العقارب وصمة عار على جبين الدولة المغربية ووزارة الصحة، التي قامت سنة 2003 بوقف إنتاج الأمصال المضادة لسموم العقارب، واستبدالها بـ “البروتكول العلاجي” الذي يعتمد على إعطاء المريض أدوية مسكنة للألم وأدوية القلب مع إدخال المريض إلى غرفة الإنعاش في حالة تدهور حالته الصحية، في حين أن أغلب المستشفيات لا تتوفر أصلا على غرف الإنعاش.
وطالب المكتب الإقليمي للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان بالتحقيق في استمرار وفيات المواطنين بسبب لسعات العقارب، ومحاسبة كل المسؤولين عن إغلاق معهد باستور، كما طالب الدولة المغربية ووزارة الصحة بإعادة إنتاج الأمصال المضادة لسموم العقارب بشكل فوري.
تجدر الإشارة إلى أن بعض التقارير تؤكد أن السبيل الوحيد لمهواجة أخطار الموت بسبب لسعات العقارب هو الرجوع إلى إنتاج الأمصال المضادة لسموم العقارب، التي كان ينتجها معهد باستور قبل سنة 2003، وذلك تنفيذا لتوصيات منظمة الصحة العالمية.
كما أن تقرير المجلس الأعلى للحسابات لسنة 2009 ربط بين توقف إنتاج الأمصال لمعهد باستور وارتفاع وفيات ضحايا لسعات العقارب، حيث أوصى بضرورة الاستمرار في إنتاج هذه الأمصال باعتبارها الدواء الوحيد الفعال.
شاركونا آراءكم