يكشف العاهة المسكوت عنها في المغرب.. لماذا ارتدى العثماني وشاحاً برتقاليا في البرلمان؟

ظهر رئيس الحكومة سعد الدين العثماني ووزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان ورئيس البرلمان وبرلمانيون يرتدون وشاحا برتقاليا، يوم الإثنين 26 نونبر الحالي.
هيئة الأمم المتحدة اهتمت بالموضوع بشكل خاص، إذ يرمز الوشاح البرتقالي إلى تخليد اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء والذي يصادف يوم 25 نونبر من كل سنة، وتحت هذه الألوان والشعارات يحتفل العالم هذه السنة للتوعية ودعوة النساء إلى الحديث ومطالبة الحكومات بالاستماع لصوت المرأة.
أرقام صادمة في المغرب
المندوبية السامية للتخطيط وبناء على بحث أجرته حول انتشار العنف ضد النساء سنة 2009 لدى عينة من النساء والفتيات تتراوح أعمارهن ما بين 18 و 64 سنة، بينت أن هذه الظاهرة، التي كثيرا ما يعتقد أنها ظاهرة الفضاءات العامة، هي أيضا وبامتياز العاهة المسكوت عنها بالوسط العائلي بما فيه من علاقات بين الأزواج.
فمن خلال النتائج المتوفرة يتبين أن أكثر من نصف النساء المتزوجات (3,7 ملايين ضحية) أو 55٪، تعرضن، خلال الإثني عشرة شهرا التي سبقت البحث، إلى شكل واحد على الأقل من أشكال العنف بالفضاء الزوجي. أما بالوسط العائلي فإن العنف الممارس على النساء والفتيات بهذا الفضاء خلف 1,3 مليون ضحية بمعدل انتشار بلغ 13,5٪.
تبين نتائج البحث كذلك عدم وجود فوارق ملموسة بين المدن والبوادي من حيث انتشار ظاهرة العنف. بالنسبة للعنف في الإطار الزوجي، بلغت نسبة المتزوجات المعنفات 56,1٪ بالمدن مقابل 53,3٪ بالقرى. أما بخصوص العنف العائلي فقد بلغت النسب، على التوالي، 14,3٪ و 12,3٪.
في الإطار الزوجي يعد العنف النفسي (السب والشتم، والتحقير، الخ.) الشكل الأكثر انتشارا بمعدل قدره 38,7٪، تليه انتهاكات الحرية الشخصية للمرأة (المنع من الخروج من البيت، حرية اللباس، حرية العمل، الخ.) بمعدل يبلغ 30,3٪. أما في الإطار العائلي فإن العنف النفسي يحتل أيضا المرتبة الأولى (10,3٪).
أما حسب نوع الأفعال، أظهرت نتائج البحث أن السب والشتم والتحقير من طرف الزوج (22,4٪) أو من طرف أسرة الزوج (6,1٪)، هي الأكثر انتشارا في الإطار الزوجي، تليها الاعتداءات الجسدية، كالصفع والضرب المبرح والركل، أو التهديد بهم، حيث بلغ معدل الانتشار، على التوالي، 5,7٪ و 6,6٪.
أما بالوسط العائلي، فإن أفعال العنف الأكثر انتشارا تتعلق بالتدخل في نوعية هندام المرأة أو الفتاة (14٪)، ثم منعها من الإدلاء أو التعبير عن رأيها بكل حرية (22,7٪)، التدخل في اختيار صديقاتها (17,9٪)، منعها من الخروج من بيت الأبوين أو التهديد بذلك (15,7٪ و 12,1٪ على التوالي)، وأخيرا السب والشتم بمعدل قدره 8,4٪.
أما من حيث الخصائص الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية للضحايا فيتبين أن ضحايا العنف الزوجي هن أساسا من الوسط الحضري (60,3٪)، شابات، 61,6٪ منهن لا تتجاوز أعمارهن 40 سنة، لا تتوفرن على أي مستوى دراسي (56,8٪)، غير نشيطات (82,3٪)، تزوجن قبل بلوغ سن 25 سنة (82,6٪)، ولديهن طفلين إلى ثلاثة أطفال (50,8٪). أما فيما يتعلق بالعنف العائلي، فإن أغلب الضحايا ينتمين كذلك للوسط الحضري (63,1٪) وشابات حيث أن 62,3٪ منهن لا يتجاوز سنهن 30 سنة. كما أن 59,5٪ منهن عازبات و 69,8٪ غير نشيطات.
شاركونا آراءكم