النادي الملكي يعلن تركيب شعاب اصطناعية في بحر طنجة

طنجة7

أعلن النادي الملكي للزوارق في طنجة عن إطلاق مشروع طموح لتركيب شعاب اصطناعية في مياه البحر المحيطة بالمدينة، بمناسبة الذكرى المائوية لتأسيسه.

يهدف المشروع إلى تعزيز التنوع البيولوجي البحري ورفع إنتاجية الصيد المستدام، في شراكة استراتيجية مع جهات علمية وأكاديمية وطنية.

محمد مغازي، الرائد البحري البارز ورئيس اللجنة المنظمة لكأس المضيق، وعضو في النادي الملكي للزوارق، كشف عن تفاصيل المشروع خلال مؤتمر صحافي عقد يوم الخميس 23 أكتوبر في مقر النادي بطنجة.

وقال مغازي: “هذا المشروع ليس مجرد احتفاء بمائة عام من الإرث الرياضي والبحري، بل هو التزام بمستقبل أزرق مستدام يحمي مواردنا البحرية من الاستنزاف”. وأضاف أن الشراكة تشمل مجموعة من الأطراف، بالتعاون مع جامعة عبد المالك السعدي والمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري (INRH)، مما يضمن الدعم العلمي والفني اللازم لنجاح التنفيذ.

يأتي المشروع في سياق مخاوف متزايدة من تراجع الكتلة الحيوية للأسماك في سواحل المغرب الشمالية، نتيجة الضغط البشري والتغيرات المناخية. وفقاً لمغازي، ستوفر الشعاب الاصطناعية فضاءً بيئياً آمناً لـ20 نوعاً من الأسماك المهمة اقتصادياً وبيئياً، بما في ذلك “الهامور” (المعروف علمياً باسم ميرو) و”الباجو” ، بالإضافة إلى أنواع أخرى مثل المرجان والأعشاب البحرية.

ومن المتوقع أن يساهم هذا الإجراء في رفع الكتلة الحيوية للمصايد بنسبة تصل إلى 40% خلال السنوات القليلة المقبلة، مما يعزز من فرص العمل في قطاع الصيد ويضمن استدامة الغذاء البحري.

أما عن المواقع المرشحة لتركيب الشعاب، فقد أفاد مغازي بأن المناقشات تركز حالياً على موقعين رئيسيين: المنطقة الغربية لكاب ملاباطا، والثاني في رأس بوصابون. وأكد أن التحديد النهائي للموقع سيتم قريبا، لتركيب الشعاب في غضون 3 إلى 4 أسابيع، بناءً على دراسات بيئية وهيدروديناميكية دقيقة.

وشدد: “الهدف الأسمى هو إنشاء محمية بحرية في طنجة، توفر ملاذاً آمناً للتكاثر والنمو، لتجنب انقراض هذه الأنواع الحيوية واستعادة التوازن الإيكولوجي في بحرنا”.

يُعد النادي الملكي للزوارق في طنجة، الذي تأسس عام 1925، أحد أعرق النوادي الرياضية البحرية في المغرب، وهو يجمع بين الرياضة والحفاظ على البيئة منذ عقود. وقد سبق له تنظيم فعاليات دولية مثل كأس المضيق، التي تجذب مئات المتسابقين سنوياً. وفي هذا السياق، يأتي مشروع الشعاب الاصطناعية كجزء من استراتيجية أوسع للنادي، تركز على دمج الرياضة مع التنمية المستدامة، في خط مع السياسات الوطنية للحكومة المغربية في مجال الاقتصاد الأزرق.

ويتوقع المتابعون أن يشكل هذا المشروع نموذجاً يُحتذى به في المناطق الساحلية الأخرى، خاصة مع تزايد الوعي العالمي بأهمية الشعاب الاصطناعية كأداة لمكافحة فقدان التنوع البيولوجي.

لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر ساعة

تابعنا

أعثر علينا على الوسائط الاجتماعية
نشرة السابعة
إشترك معنا للتوصل بجميع الأخبار