كشفت الحكومة المغربية عن مشروع ميزانية طموح لسنة 2026 بقيمة 761.3 مليار درهم (نحو 83 مليار دولار)، بزيادة 5.5% مقارنة بسنة 2025. وذلك رغم توقعات رسمية بتباطؤ النمو الاقتصادي إلى 4.6%، مقارنة بـ 4.8% متوقعة في عام 2025. بحسب ما أوردته مجلة Forbes Middle East استنادًا إلى المسودة المقدمة للبرلمان المغربي يوم الإثنين 20 أكتوبر.
تباطؤ اقتصادي مرتقب بسبب ضغوط خارجية
التوقعات بتباطؤ النمو تعكس، وفقًا لفوربس، استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية، إلى جانب ترقّب موسم حصاد “متوسط” في المغرب. ما يشكّل مصدر قلق لبلد يعدّ القطاع الزراعي فيه أحد أعمدة الاقتصاد.
ويحذّر مراقبون من أن هذه العوامل الخارجية، إلى جانب التوترات الاجتماعية الداخلية، قد تقوّض القدرة على تحقيق أهداف الميزانية.
إنفاق اجتماعي واستثماري ضخم لمواجهة الغضب الشعبي
رغم التباطؤ المتوقع، يشير مشروع الميزانية إلى التزام الحكومة بتوسيع الإنفاق على قطاعات حيوية، أبرزها الصحة والتعليم، وتقليص الفوارق بين الجهات. وهي مطالب شكلت جوهر احتجاجات شبابية متكررة في مدن مختلفة، بسبب ضعف الخدمات العمومية.
وتعتزم الحكومة رفع الاستثمارات العمومية بنسبة 12%، لتبلغ نحو 380 مليار درهم (41.3 مليار دولار). مع تركيز على مشاريع البنية التحتية الكبرى: الموانئ والمطارات وتوسعة شبكة السكك الحديدية، استعدادًا لاحتضان مونديال 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
انضباط مالي رغم الطموحات
ورغم هذا الإنفاق المتزايد، تؤكد الحكومة التزامها بضبط المالية العمومية. إذ تتوقع تقليص عجز الميزانية إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي في 2026، مقارنة بـ3.5% في سنة 2025، مستفيدة من ارتفاع العائدات الضريبية.
التوازن بين الاستقرار الاقتصادي والضغط الشعبي
تؤكد Forbes في نسختها الإنجليزية، أن مشروع ميزانية 2026 يعكس محاولة المغرب الموازنة بين الحاجة إلى تحسين المستوى المعيشي للسكان. خصوصًا الفئات المتضررة من تداعيات الجائحة، وبين الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي وجاذبية الاستثمار الأجنبي. خصوصًا مع اقتراب تنظيم تظاهرات دولية كبرى.
ويقول اقتصاديون تحدّثت إليهم المجلة إن المغرب يراهن على مزيج من “الاستثمار العمومي القوي والانضباط المالي”. لضمان ثقة المستثمرين، دون إغفال التحديات الاجتماعية والسياسية المتصاعدة داخليًا.
تابعوا طنجة7 على صفحتنا بموقع فيسبوك. وعلى منصة إنستغرام. إضافة لمنصة X وتطبيق نبض


