أعربت مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج في بلاغ لها عن “قلق بالغ” إزاء ما وصفته بـ “موجة من الأعمال العدائية” التي استهدفت الجالية المغربية في إسبانيا خلال الأسابيع الأخيرة. مشيرة إلى حوادث مقلقة طالت أفرادها ومؤسساتهم الدينية والثقافية.
واستنكرت المؤسسة، التي تترأسها الأميرة للا مريم شقيقة الملك محمد السادس، سلسلة الأحداث التي وقعت مؤخراً في مدن إسبانية مثل تورّي باتشيكو. معتبرة هذه الاعتداءات في بلاغ صدر يوم 12 غشت الحالي “خطيرة ولا تليق بمجتمع ديمقراطي”.
تصاعد التوترات واستهداف الجالية المغربية
وسلط البلاغ الذي اعتُبر أول رد رسمي من مؤسسة مرتبطة بالقصر الملكي، الضوء على عدد من الوقائع التي وصفتها المؤسسة بأنها “مقلقة”، أبرزها إحراق مسجد في مدينة بيرا (إقليم برشلونة). اعتداءات جسدية ولفظية ضد مغاربة في تورّي باتشيكو. تصاعد خطاب الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما سلط الضور على قرار حكومة مدريد الجهوية وعدد من البلديات الإسبانية تعليق برنامج تدريس اللغة العربية والثقافة المغربية في المدارس العمومية.
وكذلك التضييق على الممارسات الدينية للمسلمين في بلدية جوميّا. بعد تصويت مجلسها المحلي لصالح منع الاحتفالات الإسلامية في المنشآت العمومية.
إشادة بردود الفعل الإسبانية وتحفظ مغربي رسمي
ورغم حدة الانتقادات، عبّرت المؤسسة عن احترامها لما وصفته بـ “تمسك المواطنين الإسبان بقيم الحرية والمساواة والتعايش”. مشيدة في الوقت ذاته بالمواقف الصادرة عن السلطات الإسبانية. وبعض الأحزاب السياسية. وفعاليات المجتمع المدني. ووسائل الإعلام التي أدانت تلك الانتهاكات.
كما نوهت المؤسسة بـ “شجاعة ووعي وتَحفّظ” أفراد الجالية المغربية في تعاملهم مع تلك الأحداث. مؤكدة تضامنها الكامل معهم، ودعمها لهم في الدفاع عن حقوقهم المشروعة.
خلفية القرار التعليمي وتوترات سياسية
يأتي هذا التصعيد بعد إعلان حكومة جهة مدريد، نهاية يوليوز الماضي، وقف العمل ببرنامج تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية في المدارس العمومية. اعتباراً من الموسم الدراسي 2025/2026.
وقد أثار القرار انتقادات واسعة، من ضمنها تلك الصادرة عن مندوب الحكومة المركزية في مدريد، فرانسيسكو مارتين. الذي اتهم حزب الشعب الحاكم بتنفيذ أجندة حزب “فوكس” اليميني المتطرف.
يشار إلى أن مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج تأسست سنة 1990 من قبل الملك الراحل الحسن الثاني. وتهدف إلى الحفاظ على الروابط بين المغاربة المقيمين في الخارج ووطنهم الأم. إضافة إلى حماية مصالحهم ودعم استثماراتهم في المغرب.
رسائل سياسية ضمنية
وحسب الإعلام الإسباني، فإن بلاغ مؤسسة الحسن الثاني يتضمن أيضا إشارات غير مباشرة إلى توتر العلاقات السياسية بين الرباط وحزب الشعب الإسباني. خصوصا بعد استضافة الحزب لممثل عن جبهة البوليساريو خلال مؤتمره الأخير في يوليوز. وقد ردّت الرباط حينها بإغلاق مؤقت للمعابر الجمركية مع مدينتي سبتة ومليلية. الخاضعتين للسيطرة الإسبانية.
وتأتي هذه التطورات في سياق أوسع من الجدل المتصاعد حول مكانة الجاليات المسلمة في إسبانيا. ودور الخطاب السياسي في تغذية التوترات. وسط دعوات من منظمات حقوقية لتفعيل آليات الحماية وتعزيز ثقافة التعايش والاحترام المتبادل.
تابعوا طنجة7 على صفحتنا بموقع فيسبوك. وعلى منصة إنستغرام. إضافة لمنصة X وتطبيق نبض


