أعلنت السلطات الإسبانية يوم الأربعاء 13 غشت عن اعتراض السفينة الشبح. وهي سفينة شحن مشبوهة تدعى “Sky White”، وذلك على بعد نحو 900 ميل بحري غرب جزر الكناري. حيث تم إحباط تهريب 3 أطنان من الكوكايين إلى أوروبا عبر المحيط الأطلسي.
وجاءت هذه العملية الأمنية النوعية ثمرة تعاون أمني دولي واسع النطاق. شارك فيه المغرب بشكل فعّال من خلال تقديم معلومات استخباراتية دقيقة. ساعدت في تحديد مسار السفينة الشبح وتوقيتها.
السفينة، وهي قاطرة بحرية ترفع العلم الكاميروني، جرى اعتراضها يوم 8 غشت الحالي. وكانت تحمل 80 رزمة من الكوكايين بوزن إجمالي بلغ نحو 3,000 كيلوغرام. ويوصف المركب بـ “السفينة الشبح” نظرًا لسلوكه المشبوه: تنقلات غامضة، امتناع عن التوقف في الموانئ، وإطفاء نظام تحديد المواقع لتفادي الرصد البحري.

وقد تمّ توقيف طاقم السفينة المؤلف من خمسة أفراد (أربعة من بنغلاديش وواحد من فنزويلا). فيما فتحت السلطات تحقيقًا موسّعًا لتحديد الارتباطات الدولية لهذه الشبكة الإجرامية.
دور المغرب في العملية: تعاون استخباراتي فاعل
برز خلال هذه العملية دور المغرب كشريك أمني موثوق. حيث ساهمت الأجهزة الأمنية المغربية، خاصة المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (DGST)، في توفير معلومات استخباراتية دقيقة حول تحركات السفينة ومسارات الشحن المرتبطة بها في سواحل غرب إفريقيا.
وأكدت مصادر أمنية إسبانية أن التنسيق مع المغرب كان حاسمًا في توجيه وحدات المراقبة البحرية لتحديد موقع “Sky White” في عرض الأطلسي. ما عجّل بعملية الاعتراض الناجحة، دون اللجوء إلى مطاردة مطوّلة أو تعريض طواقم التدخل للخطر.
ويأتي هذا التعاون في إطار شراكة دائمة تجمع المغرب وإسبانيا في مواجهة شبكات التهريب الدولي للمخدرات. ضمن آليات تبادل المعلومات وتنسيق الجهود عبر مراكز مشتركة مثل مركز التحليل والعمليات البحرية للاتحاد الأوروبي (MAOC‑N). الذي يضم ضباط اتصال من عدة دول، من بينها المغرب.
عملية دولية منسقة
إضافة إلى المغرب، شاركت في هذه العملية أجهزة أمنية واستخباراتية من عدة دول، أبرزها فرنسا (الإدارة الوطنية للاستخبارات الجمركية DNRED). المملكة المتحدة (الوكالة الوطنية للجريمة NCA). الولايات المتحدة الأمريكية (إدارة مكافحة المخدرات DEA). البرتغال (الشرطة القضائية).
كما تولى مركز CITCO الإسباني تنسيق الجهود داخليًا. بينما نفذت عملية الاعتراض من قبل وحدة التدخل الخاصة التابعة للحرس المدني، مدعومة بسفن البحرية الإسبانية.
تصاعد تهريب الكوكايين عبر “الطريق الأطلسي”
تشير بيانات أمنية حديثة إلى تزايد استخدام ما يُعرف بـ”الطريق الأطلسي” لتهريب الكوكايين من أمريكا الجنوبية إلى أوروبا. حيث تنقل الشحنات إلى سفن شحن صغيرة أو “سفن أم”. مثل “Sky White”. ومن ثم تفرغ في عرض البحر إلى قوارب سريعة تتسلل إلى السواحل الأوروبية. وخاصة الإسبانية والبرتغالية.
وقد شددت السلطات الإسبانية، خلال الإعلان عن العملية، على أهمية التعاون الاستخباراتي متعدد الجنسيات. لا سيما مع دول ذات موقع استراتيجي على المسار البحري، مثل المغرب. في مواجهة هذه الأنشطة الإجرامية المتطورة.
وتمثل عملية اعتراض “Sky White” مثالًا واضحًا على نجاعة التعاون الأمني المغربي الأوروبي. في مواجهة التهديدات العابرة للحدود. خصوصًا في ملف تهريب المخدرات عبر الأطلسي. وقد أثبت المغرب، مجددًا، أنه ليس فقط بلد عبور أو مهدد بهذه الشبكات. بل فاعل محوري في إحباطها وتعطيل بنيتها الدولية.
تابعوا طنجة7 على صفحتنا بموقع فيسبوك. وعلى منصة إنستغرام. إضافة لمنصة X وتطبيق نبض


