تشهد شواطئ طنجة، وخاصة منطقة مرقالة، منذ نهاية يوليوز 2025، ظاهرة مقلقة تمثلت في انتشار كثيف لقناديل البحر. هذه الظاهرة تسببت في إصابة العديد من المصطافين بلسعات مؤلمة.
هذه الظاهرة، التي أثارت قلقاً واسعاً بين مرتادي الشواطئ، ألقت بظلالها على موسم الاصطياف في المنطقة. يتدفق آلاف الزوار سنوياً للاستمتاع بجمال سواحل طنجة. وقد أفاد عدد من المصطافين عبر منصات التواصل الاجتماعي وتقارير محلية بتعرضهم لإصابات تتراوح بين الطفيفة والشديدة.
قناديل البحر
تُعد قناديل البحر كائنات بحرية هلامية تنتشر في المياه الدافئة خلال فصل الصيف، وتُعرف بلسعاتها المؤلمة الناتجة عن خلايا لاسعة (nematocysts). هذه الخلايا موجودة في مجساتها. في منطقة مرقالة، التي تُعتبر واحدة من أكثر شواطئ طنجة جذباً للسياح المحليين والأجانب، سُجل ارتفاع ملحوظ في أعداد هذه الكائنات وتسبب ذلك الذعر بين المصطافين.
وفقاً لتقارير محلية، فإن هذا الانتشار قد يكون مرتبطاً بارتفاع درجات حرارة المياه. هذه الظروف مواتية لتكاثر قناديل البحر. بالإضافة إلى ذلك، هناك تغيرات بيئية ناتجة عن الأنشطة البشرية وتؤثر على التوازن البيئي في البحر الأبيض المتوسط.
الخطورة
الإصابات الناتجة عن لسعات قناديل البحر تتراوح في شدتها، حيث تسبب في معظم الحالات طفحاً جلدياً مصحوباً بحكة شديدة وألم حارق. في بعض الحالات النادرة، قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، خاصة إذا كان المصاب يعاني من حساسية أو إذا تعرضت مناطق حساسة مثل العينين للسعات.
وقد أشار المصطافون في مرقالة إلى أن اللسعات تسببت في إفساد متعة السباحة. هذا الأمر دفع البعض إلى مغادرة الشاطئ أو تأجيل زياراتهم. هذا الوضع أثار تساؤلات حول مدى استعداد السلطات المحلية للتعامل مع هذه الظاهرة. خاصة في ظل غياب حملات تنظيف دورية للشواطئ من هذه الكائنات، كما هو الحال في بعض الدول المجاورة مثل إسبانيا.
من الناحية العلاجية، يُنصح المصابون بلسعات قناديل البحر باتباع خطوات الإسعافات الأولية فوراً. تشمل هذه الخطوات شطف المنطقة المصابة بماء البحر لإزالة بقايا المجسات، واستخدام الخل لتعطيل الخلايا اللاسعة. يجب تجنب الماء العذب الذي قد يفاقم الوضع. كما يُوصى بوضع كمادات ماء دافئ أو بارد حسب ما يخفف الألم، واستخدام كريمات تحتوي على الهيدروكورتيزون أو مضادات الهيستامين لتخفيف الحكة والالتهاب.
في الحالات الشديدة، يُنصح بطلب المساعدة الطبية على الفور، خاصة إذا ظهرت أعراض مثل صعوبة في التنفس أو تغيرات في الوعي.
إيجابيات
على الرغم من التحديات التي تفرضها هذه الظاهرة، إلا أن هناك جوانب إيجابية محتملة. فقد أشارت تقارير سابقة إلى أن بعض الدول، مثل الصين، استفادت اقتصادياً من قناديل البحر من خلال تصديرها. تُستخدم في مجالات مثل الصناعات الغذائية والطبية. في المغرب، يمكن أن تُشكل هذه الكائنات فرصة لتطوير أنشطة صيد مستدامة. هذا قد يحول التحدي إلى مصدر دخل للصيادين المحليين.
تابعوا طنجة7 على صفحتنا بموقع فيسبوك. وعلى منصة إنستغرام. إضافة لمنصة X وتطبيق نبض




