يحاول الاتحاد الجزائري لكرة القدم والإعلام الجزائري، إخفاء أي مشاركته في كأس إفريقيا لكرة القدم النسوية بالمغرب كبلد مضيف.
هذه التصرفات، التي تتراوح بين تعديل الشعارات الرسمية وتجاهل الرعاة المغاربة، أثارت تساؤلات حول دوافعها. وذلك خاصة في ظل التوترات السياسية المستمرة بين البلدين، والتي تتمحور بشكل رئيسي حول قضية الصحراء المغربية.
نسخة جديدة في المغرب
تستضيف المملكة المغربية بطولة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم النسائية لعام 2024. الفترة تمتد من 5 إلى 26 يوليو 2025. هذه النسخة الثانية ينظمها المغرب بعد نجاح تنظيم نسخة 2022. هذا الحدث الرياضي البارز يجمع أفضل المنتخبات النسائية في القارة الإفريقية.
تصرفات مثيرة للجدل

منذ انطلاق البطولة، لاحظ المتابعون سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها الجزائر. وقد بدت وكأنها تهدف إلى طمس أي إشارة إلى المغرب. على سبيل المثال، قامت الصفحة الرسمية للمنتخب الجزائري النسوي بنشر صور ترويجية للبطولة. لكن مع تعديل لافت لشعار الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (CAF)، حيث تم حذف كلمة “المغرب” من الشعار الرسمي للبطولة.
هذا التصرف أثار استياءً واسعًا، إذ يُعتبر تعديل الشعارات الرسمية خرقًا للوائح التنظيمية. خاصة أن الجزائر تشارك في البطولة على الأراضي المغربية وتستفيد من التسهيلات المقدمة.
لم يتوقف الأمر عند الشعارات، بل امتد إلى التغطية الإعلامية. فقد لاحظ المتابعون أن التلفزيون الجزائري الرسمي قام بتعديل الإعلانات المتعلقة بالبطولة. في مجملها، تم حذف شعار الخطوط الملكية المغربية، أحد الرعاة الرسميين للحدث، واستبداله بشعار شركة أخرى. هذا التعديل أثار انتقادات حادة. إذ يُعد تجاهل الرعاة الرسميين انتهاكًا للالتزامات التعاقدية مع الاتحاد الإفريقي. كما أشارت تقارير إلى أن ملابس المنتخب الجزائري النسوي تم تصميمها أو تعديلها بعناية. بحيث يتم إزالة أي إشارات قد ترتبط بالمغرب، وهو ما زاد من حدة الجدل.
علاوة على ذلك، يبدو أن المنتخب الجزائري تلقى تعليمات بعدم المشاركة في الصور الرسمية أو الفعاليات. خاصة التي تحمل إشارات واضحة إلى المغرب كدولة مضيفة. هذه الخطوات، التي بدت منسقة، أثارت تساؤلات حول ما إذا كانت تعكس قرارات إدارية مستقلة. أو فيما إذا تعبر عن توجهات سياسية أعمق.
السياق السياسي: قضية الصحراء والتوترات المستمرة
لا يمكن فهم هذه التصرفات دون النظر إلى السياق السياسي المعقد الذي يحيط بالعلاقات المغربية-الجزائرية. منذ قطع العلاقات الدبلوماسية في غشت 2021، تفاقمت الخلافات بين البلدين، خاصة حول قضية الصحراء المغربية. تدعم الجزائر جبهة البوليساريو التي تطالب بالاستقلال في الصحراء، بينما يعتبر المغرب الصحراء جزءًا لا يتجزأ من أراضيه. الرباط حققت تقدمًا دبلوماسيًا ملحوظًا في هذا الملف، حيث أيدت دول عديدة موقفها.
هذه التوترات امتدت إلى المجال الرياضي. شهدت بطولات سابقة، مثل كأس إفريقيا للمحليين في الجزائر عام 2023، خلافات حادة. هذه الخلافات أدت إلى انسحاب المغرب بسبب رفض الجزائر السماح بسفر المنتخب المغربي مباشرة من الرباط.
في سياق بطولة كأس إفريقيا للسيدات، يبدو أن الجزائر تسعى إلى تجنب أي إشارة قد تُفسر على أنها قبول أو تطبيع مع المغرب حتى في إطار رياضي. هذا التوجه يعكس حساسية الوضع السياسي الداخلي في الجزائر. حيث يُنظر إلى أي تعاون مع المغرب، ولو بشكل غير مباشر، على أنه قد يُستغل لأغراض دعائية.
لمتابعة أخبار موقع طنجة7 على مواقع التواصل الاجتماعي، يمكنكم الاشتراك على صفحتنا بموقع فيسبوك أو منصة إنستغرام إضافة لمنصة X


