دوي انفجارات في مدينة السمارة المغربية

طنجة7

بلغ سكان مدينة السمارة جنوب المغرب، عن سماع دوي انفجارات هزت أرجاء المدينة، مخلفة حالة من الذعر والهلع بين السكان.

ووفقًا لشهادات السكان المحليين، سُمع دوي الانفجارات في مناطق متفرقة من المدينة. تلاها تصاعد أعمدة دخان كثيفة في سماء المنطقة، مما أثار تساؤلات حول طبيعة ومصدر هذه الانفجارات.

حتى الآن، لم تصدر السلطات المغربية أي بيان رسمي يوضح ملابسات الحادث، مما زاد من حدة الغموض والتوتر في المنطقة. وسط هذا الفراغ الإعلامي، انتشرت أنباء وتكهنات تشير إلى إمكانية تورط جبهة البوليساريو الانفصالية في إطلاق مقذوفات على المدينة. كان ذلك على غرار حوادث سابقة شهدتها السمارة.

تفاصيل الحادث وردود الفعل المحلية

بحسب المعلومات المتداولة، أفاد سكان المدينة بسماع دوي قوي في أحياء مختلفة. ومن بين تلك الأحياء القطب الحضري الربيب ومناطق قريبة من ثانوية تعليمية. الصور ومقاطع الفيديو المنتشرة على منصات التواصل الاجتماعي أظهرت أعمدة دخان كثيفة تتصاعد من مناطق غير بعيدة عن التجمعات السكنية. هذا أثار حالة من الرعب بين السكان الذين هرعوا لتفقد الوضع.

أشارت بعض المصادر المحلية إلى أن الانفجارات قد تكون ناتجة عن مقذوفات متفجرة سقطت في مناطق خالية. لم يتم تسجيل أي خسائر بشرية أو مادية حتى اللحظة، وفقًا للمعلومات الأولية.

هذا الحادث أعاد إلى الأذهان سلسلة من الهجمات التي شهدتها السمارة في السنوات الأخيرة. لا سيما في أكتوبر 2023، حين استهدفت أربعة انفجارات أحياء سكنية في المدينة. أسفرت عن مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين.

في تلك الواقعة، تبنت جبهة البوليساريو المسؤولية عن الهجوم. زاعمة أنها استهدفت مواقع عسكرية، بينما أكدت السلطات المغربية أن المقذوفات طالت أحياء مدنية. مما أثار إدانات واسعة ووصف الحادث بـ”العمل الإرهابي”.

فرضية تورط البوليساريو

في ظل غياب بيان رسمي من السلطات المغربية، تتجه الأنظار نحو جبهة البوليساريو كمتهم محتمل في هذه الانفجارات. فقد أشارت تقارير سابقة إلى أن الجبهة الانفصالية، المدعومة من الجزائر، نفذت هجمات مماثلة باستخدام مقذوفات متفجرة. كما حدث في ماي 2024 وأكتوبر 2023. وفي تقرير للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أُشير إلى أن تحقيقات بعثة “المينورسو” أكدت استخدام صواريخ شديدة الانفجار من عيار 122 ملم في هجمات السمارة عام 2023. هذا ما عزز الرواية المغربية حول تورط البوليساريو.

ومع ذلك، تظل هذه الفرضية محط شكوك في غياب أدلة دامغة تربط الحادث الأخير بالجبهة الانفصالية. بعض المراقبين يرون أن هذه العمليات قد تكون محاولات من البوليساريو للرد على تقارير أممية تنتقد أنشطتها أو لإرسال رسائل سياسية إلى مجلس الأمن الدولي. خاصة في ظل استمرار التوترات حول ملف الصحراء.

رد السلطات والتحقيقات الجارية

على الفور، هرعت السلطات الأمنية والمحلية إلى موقع الانفجارات لتطويق المنطقة وإجراء معاينة أولية. وتشير المعلومات إلى أن تحقيقًا قضائيًا قد بدأ للكشف عن مصدر المقذوفات وطبيعتها. هذا على غرار ما حدث في الحوادث السابقة التي كلفت فيها الشرطة القضائية بإجراء خبرات تقنية وباليستية. كما أفادت مصادر محلية بأن طائرات مسيرة (درون) استُخدمت لمسح المنطقة بحثًا عن أي أدلة إضافية.

السلطات المغربية، التي وصفت هجمات سابقة مماثلة بـ”الأعمال الإرهابية”، قد تتخذ إجراءات صارمة إذا تأكد تورط البوليساريو. وقد أشار السفير المغربي لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، في وقت سابق إلى أن صمت الجبهة حول أحداث مماثلة يشير إلى تورطها. مؤكدًا أن المغرب يحتفظ بحق الرد وفق القانون الدولي.

لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر ساعة

تابعنا

أعثر علينا على الوسائط الاجتماعية
نشرة السابعة
إشترك معنا للتوصل بجميع الأخبار