أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن فاتح شهر محرم لعام 1447 هجرية هو يوم غد الجمعة 27 يونيو 2025 ميلادية في المغرب.
وذكرت الوزارة، في بلاغ لها، أنها راقبت هلال شهر محرم لعام 1447 هـ، مساء يوم الخميس 29 ذي الحجة 1446 هـ موافق 26 يونيو 2025م. وقد ثبتت لديها رؤية الهلال ثبوتا شرعيا.
بلاغ فاتح محرم
“تنهي وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى علم المواطنات والمواطنين أنها راقبت هلال شهر محرم لعام 1447هـ مساء يوم الخميس 29 ذي الحجة 1446هـ موافق 26 يونيو 2025م. فثبتت لديها رؤية الهلال ثبوتا شرعيا. وعليه، فإن فاتح محرم هو يوم غد الجمعة 27 يونيو 2025 م. أهل الله هذا الشهر وأدخل هذا العام الجديد مباركا على مولانا أميـر المؤمنين وحامي حمـى الوطن والدين. صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله باليمن والخير والبشر والبركات. وعلى ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، وصنوه السعيد صاحب السمو الملكي الأمير المجيد مولاي رشيد. وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة بالسعادة والهناء. وعلى الشعب المغربي والأمة الإسلامية قاطبة بالرقي والازدهار، إنه سميع مجيب”.
شهر محرم؟
يُعدّ شهر محرم الشهر الأول في التقويم الهجري، وهو أحد الأشهر الحرم الأربعة التي ذكرت في القرآن الكريم، إلى جانب رجب، ذي القعدة، وذي الحجة. يحمل هذا الشهر أهمية دينية وروحية كبيرة لدى المسلمين. سواء من السنة أو الشيعة، نظرًا لما يرمز إليه من قيم التضحية، الصبر، والتقرب إلى الله. في هذه المقالة، سنتناول سبب تسمية شهر محرم، أهميته الدينية، وأبرز الأحداث التاريخية المرتبطة به.
سبب التسمية
اشتق اسم “محرم” من كلمة “حرام”، التي تشير إلى الحظر أو المنع. يُعتبر محرم أحد الأشهر الحرم التي نهى الله فيها عن القتال والظلم، كما ورد في قوله تعالى: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ” (التوبة: 36). كان العرب، حتى في الجاهلية، يحترمون هذه الأشهر ويمتنعون عن الحروب والصراعات فيها، مما جعل محرم رمزًا للسلام والتأمل. وأيضاً، يُشار إلى أن تسمية محرم تعكس قدسيته، حيث يُشجع فيه على العبادة وتجنب المعاصي.
الأهمية الدينية لشهر محرم
يتميز شهر محرم بأهميته الروحية والدينية عند المسلمين. يُعتبر بداية السنة الهجرية، التي تُحيي ذكرى هجرة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) من مكة إلى المدينة عام 622 م. هذه الهجرة كانت نقطة تحول في تاريخ الإسلام، حيث أسست لتكوين المجتمع الإسلامي الأول.
يوم عاشوراء: يُعدّ اليوم العاشر من محرم، المعروف بيوم عاشوراء، من أبرز الأيام في هذا الشهر. يحمل هذا اليوم دلالات مختلفة بين المذاهب الإسلامية:
- عند أهل السنة: يُستحب صيام يوم عاشوراء، بناءً على حديث النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) الذي روي في صحيح مسلم: “صيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله”. كان النبي يصوم هذا اليوم شكرًا لله على نجاة النبي موسى وقومه من فرعون، وأوصى بصيام يوم قبله أو بعده للتمييز عن صيام اليهود.
- عند الشيعة: يُعتبر يوم عاشوراء يوم حزن ومأساة، حيث يُحيون ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي، حفيد النبي محمد، في معركة كربلاء عام 61 هـ (680 م). يمثل هذا اليوم رمزًا للتضحية في سبيل العدالة ومواجهة الظلم، ويُحيى بمجالس العزاء، قراءة المقتل، وإقامة المواكب الحسينية.
تاريخ شهر محرم وأبرز الأحداث
ارتبط شهر محرم بأحداث تاريخية بارزة، أهمها معركة كربلاء، التي وقعت في العاشر من محرم عام 61 هـ. في هذه المعركة، استشهد الإمام الحسين بن علي وأهل بيته وأصحابه على يد جيش الأمويين بقيادة يزيد بن معاوية. كان الحسين قد رفض مبايعة يزيد، معتبرًا حكمه ظالمًا، فقاد ثورة ضد الفساد والطغيان. رغم قلة عدد أنصاره، وقف الحسين موقفًا بطوليًا، مما جعل قصته رمزًا خالدًا للصمود والتضحية.
تُعدّ هذه المعركة من أكثر الأحداث تأثيرًا في التاريخ الإسلامي، حيث عززت الانقسام بين السنة والشيعة. أيضاً، أصبحت مصدر إلهام للعديد من الحركات الإصلاحية. يُحيي الشيعة هذه الذكرى بطقوس خاصة، تشمل إقامة المجالس، التطبير (في بعض المناطق)، وإعادة تمثيل أحداث كربلاء لتذكير الأجيال بقيم العدالة والشجاعة.
الطقوس والممارسات
- الصيام: يُستحب صيام يوم عاشوراء والتاسع من محرم عند السنة، بينما يمتنع الشيعة عن الصيام في هذا اليوم كجزء من إحياء الحزن.
- مجالس العزاء: تُقام في المساجد والحسينيات، حيث يُروى سيرة الإمام الحسين ويتم التركيز على قيم التضحية والصبر.
- المواكب الحسينية: تُنظم مسيرات رمزية في العديد من البلدان الإسلامية، خاصة في العراق وإيران ولبنان والهند.
- التأمل الروحي
لمتابعة أخبار طنجة7 على منصات التواصل الاجتماعي، يمكنكم الاشتراك على صفحتنا بموقع فيسبوك. أو منصة إنستغرام إضافة لمنصة X