وقّعت شركات إسرائيلية كبرى، مثل “إلبيت” و”رافائيل” و”صناعات الفضاء الإسرائيلية”، عقوداً بملايين الدولارات لتزويد قطر بأسلحة، ذخائر، وتكنولوجيا متطورة، بموافقة رسمية من وزارة الدفاع الإسرائيلية وإشراف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
هذه الصفقات، التي استمرت حتى ما بعد 7 أكتوبر 2023، تطرح تساؤلات حول التوازن بين المصالح الاقتصادية والمواقف السياسية، خاصة مع دعم قطر لحركة “حماس” وانتقادها العلني لإسرائيل.
تفاصيل الصفقات
بلغت قيمة عقود “إلبيت سيستمز” أكثر من 100 مليون دولار، بينما وقّعت “رافائيل” صفقات بعشرات الملايين. أما “الصناعات الجوية الإسرائيلية”، فقد عززت علاقاتها مع قطر من خلال أكثر من 20 زيارة رسمية إلى الدوحة، توجت بلقاء استمر يوماً كاملاً مع وفد قطري رفيع المستوى في مقر الشركة بإسرائيل. تشمل الصفقات تزويد قطر بأسلحة، ذخائر، وتكنولوجيا متطورة، مما يثير تساؤلات حول طبيعة هذه العلاقات في ظل التوترات الإقليمية.
دعم قطر لحماس: تناقض صارخ
تتزامن هذه الصفقات مع اكتشاف وثائق في قطاع غزة، كشفت عن تعاون استراتيجي بين قطر وحماس. وفقاً للقناة “12” الإسرائيلية، وافق أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في ماي2021، على تقديم دعم مالي سري للحركة عقب حرب غزة آنذاك. كما عقد مسؤولون من الاستخبارات القطرية لقاءات مع ممثلي حماس لتنظيم تدريبات عسكرية في قواعد بتركيا وقطر، إضافة إلى دمج فلسطينيين سوريين في كتائب الحركة بلبنان.
هذا الدعم يتناقض مع توقيع قطر لصفقات مع إسرائيل، خاصة أن قناة “الجزيرة” القطرية تنتقد باستمرار الدول المتعاونة مع إسرائيل، وتسلط الضوء على انتهاكات الحرب في غزة. هذا التناقض يعكس تعقيدات السياسة القطرية، التي تجمع بين دعم “حماس” والتعاون السري مع إسرائيل.
ردود الشركات والحكومة
لم يصدر مكتب نتنياهو أي تعليق رسمي على هذه التقارير حتى الآن. من جانبها، أكدت “إلبيت سيستمز” أن عملياتها الخارجية تخضع لتوجيهات وزارة الدفاع الإسرائيلية. بدورها، رفضت “رافائيل” الكشف عن شركائها التجاريين، مشيرة إلى التزامها بالمعايير الدولية للتصدير. هذه التصريحات تعكس الحذر الذي تتعامل به الأطراف المعنية مع هذه القضية الحساسة.
تداعيات سياسية وأمنية
تثير هذه الصفقات انتقادات حادة، خاصة مع استمرار الحرب على غزة التي خلّفت آلاف الضحايا. كيف يمكن لإسرائيل أن توافق على تزويد دولة تدعم “حماس” بتكنولوجيا عسكرية؟ ولماذا تواصل قطر التعاون مع إسرائيل رغم مواقفها العلنية؟ هذه الأسئلة تكشف عن توازن دقيق بين المصالح الاقتصادية والأمنية، في ظل سياق إقليمي مضطرب.
لمتابعة آخر أخبار، يمكنكم الاشتراك على صفحتنا بموقع فيسبوك أو منصة إنستغرام إضافة لمنصة X