في تطور جديد يعيد إحياء الجدل حول غابة مديونة بطنجة، تم الترخيص لإقامة 135 فيلا سكنية فاخرة على مساحة 35 هكتاراً. هذه المنطقة كانت إحدى الرئات الخضراء للمدينة، وفق ما كشف عنه المستشار الجماعي حسن بلخيضر.
هذا المشروع، يثير تساؤلات حول التوازن بين التنمية العمرانية والحفاظ على البيئة. خاصة مع تاريخ غابة مديونة مع الحرائق، أحدها أتى على أجزاء منها في السنوات الماضية.
خلفية المشروع: من الحريق إلى الترخيص
غابة مديونة أبرز المساحات الخضراء في طنجة، شهدت خلال السنوات الماضية تحديات بيئية كبيرة. أبرزها كان حريق ضخم دمر أجزاء واسعة من أشجارها.
الحريق، الذي اندلع في ظروف غامضة، أثار قلقاً واسعاً بين السكان المحليين والنشطاء البيئيين. اللذين اعتبروه تهديداً للتنوع البيولوجي في منطقة غابة مديونة. وعلى الرغم من جهود إعادة التشجير، إلا أن الغابة لم تستعد كامل رونقها بعد.
حديقة حيوانات: مشروع مجمد للحفاظ على الغابة
أُعلن عن المشروع في إطار جلسة لمجلس جماعة طنجة يوم 7 فبراير 2022، حيث صوّت الأعضاء بالإجماع على مقرر نزع ملكية أكثر من 13 بقعة أرضية بمساحة إجمالية تبلغ 200 هكتار في غابة مديونة، بعد تخصيص 208 هكتارات في الأصل بسبب اعتراض بعض الملاك.
كان من المقرر أن يمول المشروع عشرة شركاء، بما في ذلك وزارة الداخلية، وزارة الفلاحة، إدارة المياه والغابات، ووكالة إنعاش أقاليم الشمال، إلى جانب مجلس مدينة طنجة الذي تكفل بتعويض المتضررين من نزع الملكية.
ووفقًا للمعطيات الأولية، كان من المفترض أن تنطلق الأشغال في شتنبر 2022 بعد إتمام الدراسات بحلول يوليوز 2022، مع توقعات بافتتاح الحديقة في مارس 2025. الهدف كان إنشاء فضاء بيئي وسياحي متكامل يضم حديقة حيوانات بمعايير عالمية، ومنتزه وطني يعزز التنوع البيئي ويوفر فرصًا ترفيهية وبحثية للساكنة والسياح.
أحد أبرز ملامح المشروع هو الشراكة مع كينيا، بناءً على اتفاقية توأمة بين طنجة ومقاطعة مومباسا وقّعت في أبريل 2021. كان من المقرر أن تسهم كينيا بتوفير حيوانات مثل الأسود، الفهود، والقردة، إلى جانب نباتات تعزز التنوع البيئي للحديقة، مما كان سيمنحها طابعًا إفريقيًا مميزًا.
تأخير المشروع ومخاوف المعارضة
على الرغم من الحماس الأولي، لم يحقق المشروع أي تقدم ملموس حتى يونيو 2025. مصادر من المعارضة بمجلس جماعة طنجة أعربت عن تخوفاتها منذ البداية من احتمال تحويل الأراضي المخصصة للمشروع إلى مشاريع عقارية، مشيرة إلى سوابق مثل مشروع سوق الماشية بطريق أشقار الذي تحول إلى مشاريع عقارية. فريق حزب العدالة والتنمية وحزب الاتحاد الدستوري دعيا إلى تقديم ضمانات لضمان عدم التراجع عن المشروع بعد نزع الملكية.
كما أثيرت مخاوف بيئية وحقوقية بشأن نزع ملكية أراضٍ في منطقة غابوية تتمتع بتنوع إيكولوجي، مع تقارير عن تدمير أشجار ونباتات أثناء تهيئة مناطق أخرى في طنجة، مثل منتزه كاب سبارطيل. هذه التخوفات زادت من الشكوك حول مصير المشروع.
لماذا التأخير؟
تقارير تشير إلى أن غياب دراسة أولية شاملة ونقص بعض الوثائق الأساسية كانا من العوامل التي أخرت انطلاق المشروع. كما أن تعقيدات نزع الملكية، خاصة مع وجود شخصيات سياسية ورجال أعمال يملكون أراضي في المنطقة، قد أسهمت في تعطيل التقدم. إضافة إلى ذلك، أشارت مصادر إلى أن العمدة منير الليموري، الذي أعلن عن مشاريع طموحة خلال ولايته، لم ينجح في تنفيذ أي منها حتى الآن، بما في ذلك هذا المشروع.

اليوم
في سياق آخر، كانت الغابة مسرحاً لتجاوزات عمرانية سابقة. عشرات الفيلات شيدت بشكل غير قانوني، مما دفع الملك محمد السادس إلى إصدار أوامر صارمة بهدم هذه المباني. كان ذلك في إطار حماية الملك العام، وفق ما أشار له المستشار بلخيضر.
اليوم، يقول بلخيضر أنه تم الترخيص لـ 135 فيلا جديدة. لكنه شدد بأن جزء من المشروع هو في الأصل غابة مديونة، وقد جرى تدميره استعدادا لإقامة المباني. مبرزا أنه لم يتمكن من الحصول على أي معطيات بخصوص المشروع والجهة المشرفة عليه وطبيعة التراخيص المسلمة.
لمتابعة آخر أخبار غابة مديونة، يمكنكم الاشتراك على صفحتنا بموقع فيسبوك أو منصة إنستغرام إضافة لمنصة X
كما يمكن للسلطات وضع حد للخروقات التي تعرفها مصلحة منح الرخص و كيفية الحصول عليها….لان الغابات خصوصا الرميلات و مديونة لم تكن في يوم من الايام ملكا لمواطنين مغاربة و ان كانت في القديم تواجدت هناك اقامات فكانت نتاج التواجد الدولي لكن ذلك لا يشرع لامتلاك الغابة….
و من هنا نتمنى على عاهل البلاد ان يشملنا بعطفه و يمنع هذا التوغل الموحش في غابة لها مميزاتها من حيث تفرد تعدد و تنوع غطائها النباتي!!
يتم هدم بنايات مرخصة تحت مسمى المصلحة العامة و دون اعطاء وقت للوقت!!
بينما يتم الاجهاز على غابة الرميلات بطرق مختلفة كما تم الاجهاز على غابات السانية و كل الأراضي الجماعية على طول الطريق المؤدية الى ملوسة و نواحيها….
نحن كمواطنين نستهجن زحف الاسمنت مع انه يمكن للسلطان التدخل و منح اراض في مناطق قاحلة لا تنفع للتشجير…
عندما تشتعل حرائق في غابة ما سيما في طنجة فإعلم أن الفاعل بشري و أنه عما قريب ستنمو مشاريع سكنية بدل اشجار.