في ردٍّ حول ما أثير بخصوص سور المعكازين، تلقت وسائل الإعلام بلاغًا مجهولا منسوبًا لسلطات طنجة. المثير أن هذه الجهة المجهولة اعتمدت في البلاغ إسم “سور المعاكيز”.
البلاغ المجهول الذي أراد التوضيح ارتكب أخطاءً بالجملة. الأولى إطلاق إسم مرفوض عند ساكنة طنجة على ساحتهم التاريخية. فالساكنة تطلق على الساحة اسم “سور المعكازين” وليس “سور المعاكيز”.
وبعد ترويج البلاغ على نطاق واسع، تم اكتشاف الخطأ. وقامت نفس الجهة المجهولة بإعادة نشره مع تعديل الإسم إلى “سور المعكازين”.
المعاكيز!

اعتماد الإسم المرفوض شعبيا، يعكس سبب “النتيجة الكارثية”، فالجهة المسؤولة لا تعرف كثيرا عن المعلمة وتأثيرها وإسمها وأصله.
الأسوأ من الإسم هو التبرير الذي قدمه البلاغ المجهول. إذ اعتبر أن الأشغال “ليست نهائية” وأنها توقفت لمراعاة ظروف العمال.
البلاغ أشار إلى أن الساحة مفتوحة أمام العموم برغبة من السلطات العمومية، بمناسبة العيد.
ويسعى أصحاب التبرير لفتح الباب أمام الجهة المشرفة لإعادة الأشغال. بدل التحقيق في هذه النتيجة الكارثية ومحاسبة المشرفين على إهدار المال.
انتقادات علنية
عدد من منتخبي مقاطعة المدينة وبخصوص الأشغال الجارية، وجهوا انتقادات علنية للعشوائية المعتمدة. بعدما رفضت شركة “طنجة موبيلتي” حضور دورة شهر يونيو، لتقديم توضيحات عن ما يحدث في المقاطعة.
المنتخبون قالوا إنهم لا يعرفون شيئا عن ما يجري في تراب المقاطعة، وقدم العديد منهم ملاحظات تخص الأشغال والعمالة المستقدمة وأدواتها البدائية.
ماذا نعرف عن سور المعكازين؟
سور المعكازين، أو “ساحة فارو” كما يُعرف رسميًا، يُعدّ أحد أبرز المعالم الاجتماعية والتاريخية في مدينة طنجة.
وتقع هذه المعلمة التاريخية بشارع البوليفار المطل على ساحل البحر الأبيض المتوسط. وهو ليس سورًا بالمعنى التقليدي، بل دكّة إسمنتية مخصصة للجلوس تمتد على عشرات الأمتار، بارتفاع يتراوح بين 50 و70 سنتيمترًا، وتتضمن ساحة وحديقة.
يحمل السور طابعًا ثقافيًا وتاريخيًا عميقًا، ويُعتبر نقطة تجمع رئيسية لسكان طنجة وزوارها.
أصل التسمية
اسم “سور المعكازين” يحمل في طياته قصصًا تعكس تنوع تاريخ المدينة. هناك روايتان رئيسيتان تفسران أصل التسمية:
- مختبر التصوير (Photo Magazine): خلال فترة الحكم الدولي لمدينة طنجة (1925-1956)، كان هناك مختبر تصوير يُدعى “Photo Magazine” في عقبة “فيلاسكيس” القريبة من الموقع. تحوّر اسم “صور ماكازين” في النطق المحلي إلى “سور المعكازين”. كان الموقع مركزًا لالتقاط الصور التذكارية، مما ساهم في شهرته.
- نقطة راحة القوافل: يرى بعض المؤرخين أن الموقع كان نقطة توقف للقوافل التجارية القادمة من فاس ومناطق أخرى، محملة بالبضائع، قبل دخولها إلى سوق البرّاني (ساحة 9 أبريل حاليًا). عام 1908، أمر المخزن ببناء سور قصير لحماية التجار، وأطلق السكان اسم “المعكازين” على من كانوا يستريحون هناك، في إشارة إلى طول مكوثهم.
التاريخ والبناء
بُني سور المعكازين عام 1911 بإشراف المقاول الإسباني “دي بينيا”، بهدف منع انجراف الكثبان الرملية التي كانت تهدد المنطقة. مع مرور الزمن، تحوّل إلى فضاء اجتماعي يعكس حياة طنجة النابضة. خلال فترة الحكم الدولي، أصبح السور مكانًا لتجمع التجار والمصورين، وشهد بيع الزربية الطنجاوية التقليدية، مما عزز مكانته كمركز ثقافي واقتصادي.
الأهمية الثقافية والاجتماعية
يُعتبر سور المعكازين رمزًا للهوية الطنجاوية، حيث يجمع بين التراث التاريخي والحياة اليومية.
المكان ملتقى للعائلات والأصدقاء، ووجهة مفضلة للزوار للاستمتاع بإطلالة البحر والتقاط الصور. كما يعكس السور تنوع طنجة الثقافي، حيث يحمل آثار فترة الحكم الدولي وتأثيرات الثقافات المغربية والأوروبية.
لمتابعة آخر أخبار، يمكنكم الاشتراك على صفحتنا بموقع فيسبوك أو منصة إنستغرام إضافة لمنصة X


