حموشي يقدم جردًا عن تهديدات أمنية تواجه المغرب والعالم في روسيا

طنجة7

قدم المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني جردا عن التهديدات الأمنية التي تواجه المغرب ودول العالم، داعيًا من روسيا إلى تشكيل جبهة أمنية لتبادل المعلومات وإجهاض المخاطر.

حموشي وفي كلمة مطولة خلال مشاركته في الاجتماع الدولي الثالث عشر لكبار المسؤولين المكلفين بقضايا الأمن والاستخبارات بموسكو في روسيا، أكد على إدراك المغرب بأن خلق بنية أمنية مشتركة للتعاون والأمني والاستخباراتي بين كافة دول العالم، أضحت ضرورة.

المدير العام أكد في الوقت ذاته على أهمية أن يكون التعاون عادلا ومتكافئا لمواجهة التحديات الأمنية الآنية وفق مبدأ رابح رابح، في ظل ترابط بين الكيانات الإجرامية والإرهابية.

حموشي كشف عن معطيات دقيقة حول التهديدات الأمنية التي تواجه المغرب والعالم، مشيرا إلى أن المملكة وخلال سنة 2024 والثلاث الأشهر الأولى من سنة 2025، تمكن مصالح الأمنية من إيقاف 62 أجنبيا يحملون جنسية 25 دولة، بعدما كانوا التسلل للبلاد هربا من أوامر بحث من بلدانهم في أوروبا وأمريكا وأسيا وإفريقيا.

المسؤول الأمني أشار أن الموقوفين كانوا متورطين في جرائم خطيرة، من بينها الارتباط بجماعات مسلحة والقتل العمد وتصفية الحسابات والجرائم السبرانية والاعتداء الجنسية على الأطفال وغسيل الأموال، والاتجار في المخدرات، مشيرا بأنهم كانوا في الغالب يستفيدون من شبكات توزير وثائق الهوية وجوازات السفر.

حموشي أكد أن المصالح الأمنية المغربية سبق ونبهت إلى تحول في الجريمة المنظمة، ومن بينها ما يتعلق بالهجرة السرية، التي تحولت إلى قرصنة بحرية في بعض الحالات، كما واقعة قرصنة سفينة بين طنطان وجزر الكناري سنة 2023، أو استغلال الرحلات الجوية بين المغرب وتركيا للهجرة عند التوقف في مدن أوروبية.

أما ما يخص الإرهاب، فأشار المدير العام إلى التحذير المغربي من تحول القارة الإفريقية إلى حاضنة لتنظيم القاعدة، قبل أن تتفرغ منه تنظيمات آخرى، مبرزا كيف تمكن الأمن الوطني من إجهاض محاولة لتأسيس فرع لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”” في المملكة بداية سنة 2025، تحت مسمى “الدولة الإسلامية في المغرب الأقصى”، بهدف توسيع أنشطته في شمال إفريقيا وأوروبا.

حموشي أكد أنه رغم النجاحات الأمنية وتكبيد التنظيمات خسائر، ومنها تصفية عبد الله مكي مصلح الرفاعي قائد العمليات الخارجية والرجل الثاني في تنظيم “داعش”، إلا أن التحديات مستمرة بسبب تنظيمي “القاعدة وداعش”، لقدرتهما على إعادة الانتشار بجوار المغرب.

المدير العام أشار إلى استغلال هذه التنظيمات للتوتر في الشرق الأوسط، للترويج لأفكارها، وقال إنها اصدرت بيانات خلال شهر مارس، تدعو إلى تنفيذ عمليات إجرامية وانتقامية ضد أهداف غربية ويهودية إضافة لمختلف دول العالم، ومنها المملكة المغربية.

حموشي حذر خلال اللقاء من عمل فرع داعش في خرسان على استقطاب مغتربين في دول أوروبا، واستمرار احتجاز مقاتلين من قبل قوات سوريا الديمقراطية، ومن بينهم 200 مقاتل مغربي، كما أشار لتنشطات التنظيمات الإرهابية في منطقة القرن الإفريقي والساحل وغرب إفريقيا.

المدير العام كشف بأن المصالح المغربية رصد التحاق 123 شخصا يحمل الجنسية المغربية بالتنظيم الإرهابي في الساحل وغرب إفريقيا، مؤكدا أن 40 خلية تم تفكيكها في البلاد كانت على علاقة بالتنظيم في الساحل.

اللقاء الروسي

والاجتماع الدولي لكبار المسؤولين المكلفين بقضايا الأمن والاستخبارات ينظم من طرف مجلس الأمن القومي الروسي، وهو اجتماع مطبوع بالانتظامية الدورية منذ سنة 2010، ويعد بمثابة منتدى استراتيجي للتنسيق وتبادل الرؤى بين العديد من الدول حول سبل تطوير آليات جماعية لمواجهة المخاطر العالمية المتزايدة، وبحث السياسات الدولية لتحييد المخاطر المستجدة، بما ي سهم في ترسيخ الأمن والسلم الدوليين.

ويترأس أشغال هذا المنتدى أمين مجلس الأمن الروسي السيد سيرغي شويغو. وتميز بالحضور الفعلي لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وبتقديم كلمة افتتاحية ألقاها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر تقنية التناظر عن بعد، شدد فيها على أن الهيكلة الأمنية العالمية الجديدة يجب أن تكون عادلة ومتكافئة، وأن جميع الدول ينبغي أن تكون لها ضمانات قوية لضمان أمنها الذاتي دون المساس بمصالح وأمن الدول الأخرى.

كما أشاد الرئيس الروسي بمشاركة أجهزة الأمن والاستخبارات في دول الشرق والجنوب الشامل، التي اعتبرها تمثل الجزء الأكبر في الهيكلة الأمنية العالمية، مشيرا إلى أنها تدعم مبدأ السيادة المتكافئة والعادلة وتبرز نموذجها الخاص في التنمية. وتميزت أشغال هذا المنتدى أيضا بعقد جلسات عامة والعديد من الندوات الموضوعاتية التي تناولت مختلف قضايا الأمن العالمي، بما فيها تنامي التهديدات الإرهابية التي تتمثل في بروز معاقل جهوية وبؤر جديدة للتنظيمات الإرهابية، وتزايد مخاطر الجرائم والاختراقات السيبرانية التي تستهدف المنشآت الحيوية والحساسة في الدول، فضلا عن التقاطعات العضوية والامتدادات عبر الوطنية للجريمة المنظمة.

وعلى هامش هذا المنتدى الدولي، الذي تميز بإجراء العديد من اللقاءات التي تدخل في إطار التعاون الأمني المتعدد الأطراف، عقد المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني لقاءات ومباحثات ثنائية مكثفة مع رؤساء وأعضاء العديد من الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في الدول الشقيقة والصديقة، بما فيها جهاز الأمن الفدرالي الروسي « FSB »، انصبت على تدارس بعض القضايا ذات الاهتمام المشترك، وسبل تقوية التعاون الثنائي في مواجهة المخاطر والتهديدات الناشئة.

آخر ساعة

تابعنا

أعثر علينا على الوسائط الاجتماعية
نشرة السابعة
إشترك معنا للتوصل بجميع الأخبار