أعلن وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولات الصغرى والتشغيل والكفاءات، يونس السكوري، يوم الأربعاء في الدار البيضاء، أن العمل عن بُعد (العمل من المنزل) سيخضع لتأطير خاص ضمن مدونة الشغل، التي ستُراجع في شتنبر أو أكتوبر 2025.
وفي كلمته خلال مؤتمر نظمته جامعة الأخوين بالتعاون مع مجموعة “لو ماتان” تحت شعار “التوظيف والتنافسية في عصر الذكاء الاصطناعي: التحديات والفرص للمغرب”، أكد السكوري على ضرورة إعادة التفكير في علاقتنا بالعمل في ضوء التحولات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي.
وأشار الوزير إلى أن سوق العمل يشهد تحولاً عميقاً ومعقداً، حيث من المتوقع أن تتطور حوالي 80% من المهن، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي، بعيداً عن كونه تهديداً للتشغيل، يمكن أن يصبح محفزاً قوياً له.
وأوضح السكوري أن النقاش لا ينبغي أن يضع الذكاء الاصطناعي في مواجهة التشغيل، بل يجب إدراج هذه التكنولوجيا ضمن رؤية استراتيجية تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات وإمكانيات المغرب، مشيراً إلى أنه إذا كانت التكنولوجيا تتقدم بوتيرة سريعة، فإن “لدينا هامش مناورة أوسع بكثير في مجال الكفاءات، وهو مجال يمكن للمغرب أن يتموقع فيه بذكاء”.
ودعا إلى إصلاح عميق لمنظومة التكوين المهني، كاشفاً عن إطلاق مرصد قائم على الذكاء الاصطناعي قريباً لدعم الشباب الباحثين عن عمل، خاصة من خلال مدربين رقميين قادرين على مساعدتهم في تحسين سيرتهم الذاتية وفهم ديناميات السوق.
وذكر السكوري أيضاً بإنشاء خط خدمة مخصص لأرباب العمل، يوفر رؤية واضحة لعرض الكفاءات المتاحة، مع الانتقال التدريجي من التركيز على الشهادات الأكاديمية إلى الشهادات المهنية. وفي هذا السياق، أشار إلى أن “أحد المشاريع الكبرى اليوم هو تبسيط مسألة الشهادات، من خلال تعزيز قيمة الشهادات المعترف بها من قبل الفاعلين الاقتصاديين”.
وأكد الوزير على ضرورة بناء هذه الدينامية بالتعاون مع القطاع الخاص وتصميم التكوينات بالشراكة المباشرة مع الممارسين.
ودعا السكوري إلى ظهور أبطال وطنيين وشركات ناشئة مبتكرة قادرة على إثبات أن خلق القيمة في عصر الذكاء الاصطناعي يمكن أن يترسخ في المغرب.
