رغم التقدم الذي يشهده المغرب خلال العقود القليلة الماضية، لا تزال الفجوة بين المناطق الحضرية والقروية مقلقة وتشكل تحديًّا حقيقيًّا أمام تحقيق العدالة الصحية.
وتُشير الإحصائيات إلى أن معدلات وفيات الأمهات في المناطق القروية تبلغ 111 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة حية، وهو أكثر من ضعفي المعدل المسجل في المناطق الحضرية الذي لا يتجاوز 45 حالة وفاة.
ولم تسلم وفيات الرضع من هذا التفاوت, حيث يسجل في القرى 26 وفاة لكل ألف ولادة، مقابل 19 فقط في المدن، بزيادة تقارب 37٪.
هذه الأرقام تبرز حجم التفاوت في الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية، وتكشف عن معاناة النساء والأطفال في المناطق النائية من ضعف البنية التحتية الطبية، وقلة الأطر الصحية، وصعوبة الوصول إلى المستشفيات، خاصة في الحالات الطارئة.
وحسب مُتخصّصين، يُعزى هذا الاختلاف في الأرقام إلى عدة عوامل، أبرزها ضعف شبكة النقل والإسعاف في المناطق القروية، ونقص التجهيزات الطبية، وقلة عدد المهنيين الصحيين، فضلاً عن تفاوت مستويات التعليم والوعي الصحي.