عاشت مدينة زاكورة مساء يوم الخميس فاتح ماي، على وقع أمطار غزيرة وغير مسبوقة، هطلت بكثافة خلال فترة زمنية وجيزة، لتتحول معها شوارع وأحياء بأكملها إلى بحيرات من المياه، وسط حالة من الذعر والارتباك، خصوصًا في الأحياء الهشة التي تغلب عليها البنايات الطينية الضعيفة.
ورغم غزارة الأمطار وقوة السيول، لم يُعلَن لحسن الحظ عن أية خسائر في الأرواح، غير أن الأضرار المادية كانت واضحة، حيث انهارت جدران ومنازل من الطين بسبب تشبع التربة بالمياه، وعجز هذه البنايات الهشة عن مقاومة الضغط الناتج عن السيول المفاجئة.
في خضم هذا الوضع الطارئ، سارعت السلطات المحلية إلى تفعيل خطة تدخل عاجلة، شملت مختلف المصالح الأمنية والمدنية، من أمن وطني ودرك ملكي وقوات مساعدة ووقاية مدنية، إلى جانب تفعيل دور الجماعات الترابية، من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه وحماية أرواح وممتلكات المواطنين.
وتم إجلاء عدد من الأسر التي أصبحت محاصَرة داخل منازلها، أو مهدَّدة بفعل تشققات وانهيارات محتملة، كما تم إنقاذ عدد من الأشخاص الذين علقوا وسط السيول المتدفقة في مشاهد مؤثرة.
و تحولت بعض الأحياء في دقائق معدودة إلى مستنقعات مائية ضخمة، فيما شُلت الحركة المرورية على الطرقات الرئيسية بسبب ارتفاع منسوب المياه وتعطل حركة السير.
كما أدى تدفق المياه القوي إلى انجراف التربة وتضرر عدد من المباني الطينية التي لم تصمد أمام ضغط السيول.
ولمواجهة هذا الوضع، بادرت السلطات إلى تفعيل لجان اليقظة على مستوى الإقليم، لضمان مراقبة دقيقة لتطورات الحالة الجوية، وتنسيق التدخلات بين مختلف المصالح.
كما تم وضع الوسائل اللوجستية في حالة تأهب قصوى، في ظل توقعات باستمرار التساقطات خلال الساعات القادمة.