كيف أسهمت المساعدة المغربية في حل أزمة انقطاع الكهرباء بإسبانيا؟

الحسين تامنين

في لحظة حرجة شهدت اضطرابًا كبيرًا في إمدادات الطاقة بإسبانيا، تَدخّل المغرب بشكل عاجل لدعم شبكة الكهرباء الإسبانية، بعد انقطاع واسع طال مناطق متعددة من البلاد يوم الأحد الماضي.

هذا التدخل السريع جنّب إسبانيا شللًا شاملًا في قطاعات حيوية كالنقل والاتصالات، وعكس عمق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

انقطع التيار الكهربائي في أجزاء كبيرة من إسبانيا، فيما وصفته وسائل إعلام اسبانية بالحدث “الأسوأ منذ أكثر من 20 عامًا”، ما دفع شركة “ريد إليكتريكا” الإسبانية إلى تفعيل خطط الطوارئ وطلب الدعم من الشركاء الإقليميين.

المغرب، عبر الربط الكهربائي البحري الذي يربطه بإسبانيا عبر مضيق جبل طارق، كان أول المستجيبين. وأفاد المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب في بيان رسمي بأنه ضخّ ما يقارب 900 ميغاواط من الطاقة نحو إسبانيا، ما يعادل نحو 38% من إجمالي قدرته الإنتاجية، وذلك في زمن قياسي.

الربط الكهربائي بين المغرب وإسبانيا، الذي يعود إنشاؤه إلى أواخر تسعينيات القرن الماضي، أثبت مرة أخرى أهميته الاستراتيجية، ليس فقط في مجال تبادل الطاقة، بل أيضًا كوسيلة إنقاذ فعّالة خلال الطوارئ.

رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عبّر عن امتنانه العميق للمغرب، مشيدًا بسرعة الاستجابة وكفاءة الدعم. وقال في تصريح رسمي: “المغرب أثبت مرة أخرى أنه شريك موثوق به في الأوقات الصعبة. لقد ساهم تدخله في تقليص فترة الانقطاع وحماية البنية التحتية من الانهيار.”

ورغم أن التدخل المغربي جاء في سياق طاقي، إلا أن مراقبين يرون فيه مؤشرًا على نضج العلاقات المغربية الإسبانية، وتأكيدًا على أهمية بناء شراكات إقليمية قادرة على مواجهة التحديات الطارئة، خاصة في ظل تزايد الضغوط المناخية وارتفاع الطلب على الطاقة.

هذه التجربة قد تُسرّع من مشاريع توسعة الربط الكهربائي بين البلدين، بما في ذلك إنشاء خط ثالث ذي قدرة أعلى. كما يندرج هذا التوجه ضمن خطة المغرب الطموحة لتعزيز موقعه كمُصدر إقليمي للطاقة النظيفة نحو أوروبا.

لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا

أعثر علينا على الوسائط الاجتماعية
نشرة السابعة
إشترك معنا للتوصل بجميع الأخبار