شهدت منصات التواصل الاجتماعي في المغرب، مؤخرًا، جدلًا واسعًا بسبب ظاهرة “لايفات الزواج” التي يبثها بعض المؤثرين عبر تطبيق “تيك توك”، حيث يتم خلالها التوفيق بين راغبي الزواج في بث مباشر يتابعه آلاف المشاهدين.
أحد أبرز هذه الشخصيات هو شاب مغربي يُعرف بلقب “الفقيه”، يقيم في إيطاليا، ويظهر مرتدياً الجلباب التقليدي المغربي.
يدير هذا الشاب برنامجًا عبر بث مباشر على “تيك توك”، حيث يتلقى طلبات زواج من رجال ونساء من مختلف الأعمار والفئات، بهدف التوفيق بينهم وفقًا لمواصفات معينة. ويَدعي “الفقيه” أنه نجح في تزويج 500 شخص من خلال هذه “اللايفات” .
هذه الممارسات لم تمر دون انتقادات، حيث اعتبرها البعض “تبخيسا لفكرة الزواج”، مشيرين إلى أن “تيك توك” والعالم الافتراضي ليسا المكان المناسب للعثور على شريك حياة جدي.
في المقابل، يرى آخرون أن هذه البرامج توفر وسيلة للتعرف على الشركاء بشكل معلن وبنية الزواج.
من جانبها، حذرت بشرى المرابطي، الباحثة في علم النفس الاجتماعي، من أن اتخاذ قرارات مصيرية مثل الزواج دون تعارف حقيقي بين الطرفين قد يكون محفوفاً بالمخاطر، وأشارت إلى أن مثل هذه المحتويات قد تؤدي إلى الاحتيال العاطفي والابتزاز الإلكتروني، داعية السلطات إلى التدخل وتنظيم هذه الظواهر .
كما أثيرت مخاوف من أن هذه الظاهرة قد تؤدي إلى تآكل القيم الدينية والاجتماعية، حيث يُظهر العديد من النقاد أن هذه الظاهرة قد تقلل من قيمة الزواج كعبادة، وتجعل منه مجرد حدث مرح أو وسيلة لجذب الانتباه.