أثارت فتوى نظير عياد، مفتي مصر، حول جواز التسمية بـ”عبد النبي” و”عبد الرسول” جدلًا كبيرًا في الأوساط الدينية والمجتمعية، عقب بثها في برنامج “اسأل المفتي” على قناة “صدى البلد” في مارس 2025.
عياد، الذي تولى منصب الإفتاء في غشت 2024، أكد أن هذه الأسماء جائزة شرعًا، معتبرًا أنها تعبر عن محبة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وتوقيره، وليست دليلًا على الشرك أو العبودية لغير الله.
وفي تصريحاته، أوضح المفتي أن التسمية بمثل هذه الألقاب كانت تاريخيًا تعبيرًا عن التبرك والتقدير، وليست بمعنى تأليه النبي أو وضعه في منزلة الخالق. وقال: “الناس حينما سمت عبد النبي أو عبد الرسول، لم تقصد العبودية بالمعنى الحرفي، بل أرادت إظهار المحبة والاحترام، وهذا أمر مشروع ما دامت النية سليمة”. وأشار إلى أن الإسلام يراعي المقاصد والنوايا في مثل هذه المسائل.
آراء متباينة بين العلماء
الفتوى لاقت ردود فعل متباينة. فمن جهة، أيدها بعض العلماء والمفكرين الذين يرون أن التوسع في الأسماء مباح طالما لا يتعارض مع العقيدة، مستشهدين بتاريخ طويل من استخدام هذه الأسماء في المجتمعات الإسلامية دون إشكال. ويرى هؤلاء أن الفتوى تتماشى مع روح الشريعة التي تحث على التيسير ونبذ التشدد.
في المقابل، عارضها آخرون، معتبرين أن العبادة يجب أن يكون حصرًا لله وحده، وأن أسماء مثل “عبد النبي” قد تحمل دلالات غامضة قد تُفهم على أنها تضع النبي في مرتبة تتجاوز حد البشرية. واستند هؤلاء إلى آراء علماء سابقين، مثل الشيخ ابن باز والشيخ العثيمين، اللذين حذرا من مثل هذه التسميات لما قد تحمله من مخاطر على العقيدة.
سياق الفتوى وتأثيرها
تأتي هذه الفتوى في وقت تسعى فيه دار الإفتاء المصرية إلى تقديم خطاب ديني معتدل يراعي الواقع المعاصر، وهو ما يعكس توجه الدكتور عياد منذ توليه المنصب. ومع ذلك، أثارت الفتوى نقاشات على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد يرى فيها تيسيرًا، ومعارض يخشى من تبعاتها على مفهوم التوحيد.
ورغم الجدل، لم تصدر دار الإفتاء بيانًا رسميًا إضافيًا لتوضيح الموقف حتى الآن، تاركة المجال مفتوحًا للحوار بين المتخصصين والجمهور. ويبقى هذا الموضوع محط أنظار الكثيرين، في انتظار ما قد يستجد من آراء أو توضيحات من المؤسسات الدينية الرسمية.