قال أحد المواطنين بمدينة طنجة إن مسؤولين بولاية الجهة طلبوا منه تقديم دليل مادي على قيام أشخاص بتدمير غابة الرهراه، وذلك بعدما وجّه شكاية في الموضوع للوالي محمد مهيدية وقبله لقائد الملحقة الإدارية بمسنانة ورئيس الدائرة الحضرية.
ورغم تقديم عبد المولى القطيبي لصورٍ وفيديوهات مع شكايته تُظهر كميات من الأتربة ومخلّفات البناء مرمية وسط الغابة، إلا أنه طُلب منه توثيق حالة تلبّسٍ للأشخاص الذين يقفون وراء هذه الجريمة البيئية وتسجيلهم بالصوت والصورة، وهو أمرٌ هدّد سلامة المُشتكي وجعله عرضة للانتقام من طرف المُشتبه بهم في تدمير غابة الرهراه.
وكما كان متوقّعا، تعرّض عبد المولى القطيبي لخطر الاعتداء عليه بعد محاولته تصوير أشخاص يرمون مخلّفات البناء في الغابة، كما حكى بنفسه في أحد الفيديوهات، حيث قام هؤلاء بنزع هاتفه النقّال وتعنيفه، ولولا تعرّفه على واحد من بينهم لوجود علاقة سابقة معه، لتطوّرت الأمور إلى ما لا تُحمد عقباه.
وبسبب حسن نيّته وتصرّفه على سجيّته، عاد القطيبي مجدّدا للمخاطرة بسلامته في سبيل توفير “الدليل المادي” الذي طلبه منه مسؤولون كان يُفترض بهم القيام بواجبهم وفتح تحقيق فيما يطال غابة الرهراه من تخريب، بدل مطالبة مواطن بسيط بإثبات تهمةٍ قد تُكلّفه حياته، حيث استطاع رغم كل شيء تسجيل فيديو لأحد المُشتبه بهم في عمليات إفراغ “الردمة” بالغابة.
وفي هذا الفيديو، أبدى القطيبي فرحه بتحقيق مطلب المسؤولين، كما أبدى بعفويته المعتادة في الحديث، أملاً في تحركّ هؤلاء المسؤولين للقيام بواجبهم، بعدما ظلوا ينتظرون من يأتيهم بالدليل ويُثبت لهم حالة التلبّس.