طنجة7

شوارع وأرصفة مدينة طنجة تباع لمن يدفع أكثر

طنجة7- 2015-06-22 18:23:05:




تحولت عدد من شوارع وأرصفة مدينة طنجة إلى محلات تجارية ومطاعم وصالونات في الهواء الطلق، حيث يُرخص لأصحاب هذه المشاريع باستغلال كل ما هو ملك عام، ولا يهم بعد ذلك سلامة المواطنين أو جمالية المدينة.

مؤخرا، أصبح القبح والفوضى سمتين طاغيتين على وجه "البوليفار"، القلب النابض لمدينة طنجة، وأصبح الترامي على الملك العام واستغلاله بأبشع الطرق والأشكال متاحا لمن يدفع أكثر، وصار الأمر برمته هو القاعدة وليس الاستثناء، حيث لم يعد يجد مالكو المقاهي والمطاعم وحتى الملبنات، حرجا في تسييج الطرقات والممرات وضمها إلى ملكهم الخاص، متسببين بذلك في تضييق الشارع أو غلقه أو تشويه رصيف الراجلين.

ومع كل هذا التسيب والاعتداء المعنوي الذي يطال المواطنين، ويسبب لهم في كثير من الأحيان مشاكل في التنقل ويعيق حركتهم وحريتهم في المشي والتجول بسلاسة في شوارع مدينتهم، تبدو طنجة مدينة بلا مسؤولين، مدينة تسيرها الصدفة ولا يحكمها قانون.

يسمع الناس في أخبار التلفزة الرسمية وخلال مناسبات التدشينات الكثيرة، أن المدينة الآن هي "طنجة الكبرى"، المدينة التي تنظر إلى المستقبل وتحظى باهتمام ورعاية خاصة. يسمع الناس هذا الكلام ويحاولون تصديقه، لكنهم عندما يخرجون ويمشون في الشوارع والطرقات، يحسون أن أحدا ما يخدعهم، أحدا ما يسرقهم ويسرق أملهم في التغيير، أحدا ما يخذل ذلك الاهتمام والرعاية الخاصة، هذا إذا ما وُجدت فعلا ولم تكن مجرد شعارات للاستهلاك الإعلامي وتخدير أحلام شعب بأكمله وتركه بلا مستقبل. 

إن شوارع المدن وأرصفتها ليست للبيع، ولا هي متاحة لكل رجل أعمال فاسد أو تاجر مقامر يبني عليها ما يشاء ويحولها إلى ضيعة خاصة به، إن شوارع المدن هي الواجهة الحقيقية لما يجري ويدور في كواليس عمودياتها وإداراتها وجماعاتها ومقاطعاتها، إنها "الفيترينا" التي تفضح المسؤولين المرتشين الذين يبيعون ويشترون في كل شيء، بدءا من ضمائرهم وانتهاء بالملك العام والمصلحة العامة والسلامة العامة وكل ما يوصف بكونه عام.

2016 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة7