طنجة7

الرياضة والانتخابات بطنجة

طنجة7- 2015-06-16 13:19:24:




كل المرتبطين بالشأن الرياضي وخصوصا كرة القدم بحاضرة البوغاز، ما زالوا يتذكرون كيف تم توظيف الرياضة منذ ثلاثة عقود في الانتخابات، حيث استغلها عدد من الناس في أوقات محددة لتلميع صورهم وانخرطوا في إدارة شؤونها، على الرغم من كونهم غرباء عن فضائها متطفلين على أنشطتها، وقد ساهمت السلطة في ذلك، لأنها كانت ترمي من وراء الدفع بعدد من الأشخاص الذين كانوا يأتمرون بأوامرها نحو تحمل مهام تدبير الفرق الرياضية، وخصوصا الممارسة للأنواع الأكثر شعبية، لتتخذ منها مطية للوصول إلى المواقع الانتخابية الرئيسة، سواء المحلية والجهوية منها أو الوطنية.

وهكذا مكنت المسؤوليات بالأندية الرياضية من صنع عدد من المنتخبين الكبار، الذين استطاعوا أن يركبوا ظهر الرياضة لاقتحام فضاء لا يفقهون فيه شيئا، ولا علاقة لهم به من قريب أو بعيد، وقد ساعدهم في تحقيق أهدافهم الانتهازية والوصولية، عدد من المرتزقة الذين ظلوا لزمان طويل يرتبطون بالرياضة، نظرا لكونهم يستفيدون ماديا من ارتباطهم المصلحي بها، حتى صاروا أصحاب الحل والعقد بها، وأصبحوا يقررون في مصيرها.

وإذا كان المهتمون بالحركة الرياضية الوطنية يعرفون أن توظيف الرياضة في الانتخابات ظاهرة منتشرة في الكثير من أنحاء الوطن، إذ استغلها عدد غير قليل من الانتهازيين في الوصول إلى المقاعد الانتخابية الجماعية والبرلمانية، بمساعدة ودعم السلطة ومجموعة من المرتزقة المحسوبين على الجسم الرياضي، فإن ما عرفته طنجة في هذا المجال، يمكن أن يعد النموذج الذي لا مثيل له في توظيف الرياضة في الانتخابات، خاصة عندما يتعلق الأمر باستغلال تعطش الجماهير الرياضية العريضة للنتائج والحصيلة الرقمية التي تؤهل للانتقال من درجة لا تناسب طموحهم إلى درجة أعلى (درجة النخبة)، ثم تحقيق النتائج التي تسمح بالحفاظ على المكسب المحقق (الصعود)، وبعدها الارتقاء بالمنتوج والحصول على الألقاب.

إذا حاولنا الوقوف على الرياضة بطنجة، منذ الاستقلال إلى اليوم، فسنرى أنها ازدهرت في فترات محدودة، ففي حين أصابها المرض والاعتلال في أزمنة أخرى تعتبر هي الأطول، وللزيادة في التوضويح نؤكد أنها ازدهرت في ظل المواسم الانتخابية، ومرضت واعتلت بعد ذلك.

فكرة القدم باعتبارها الرياضة الأكثر شعبية واستقطابا للجمهور، ظلت بالنسبة للأندية التي تناوبت على تمثيل المدينة في الأقسام العليا (القسم الوطني الأول والثاني) تتأرجح بين الصعود والنزول منذ سنة 1956 إلى سنة 2015، حيث سجل أول صعود لفريق اتحاد طنجة الذي كان تابعا للشرطة سنة 1962، والذي عاد في نفس الموسم إلى القسم الوطني الثاني وبقي مكانه إلى حدود سنة 1986، إذ حقق الصعود للمرة الثانية، وكان قبل ذلك قد انمحى من الوجود اتحاد طنجة وحل محله فريق جديد حمل اسم نهضة طنجة، والذي سينمحي هو الآخر سنة 1983 ويحل محله من جديد الاتحاد الرياضي الطنجي (I.R.T)، وهي تسمية جديدة لا علاقة لها بالاتحاد الرياضي الطنجي المنحل (U.S.T.).

وهكذا نرى أنه إذا كانت بعض الأندية الوطنية العريقة ظلت تحتفظ بأسمائها مثل الوداد، الرجاء، المغرب التطواني، المغرب الفاسي... وغيرها من الأندية المغربية الأخرى، التي حافظت على تواجدها وإرثها وتاريخها، على الرغم من تغير وتعاقب المشرفين على إدارة شؤونها، فإن مدينة طنجة لم تحافظ على إرثها الرياضي، حيث تعددت أسماء الفرق التي مثلتها في البطولات الوطنية في مختلف الرياضات، وخصوا الأكثر شعبية منها (كرة القدم، كرة السلة، كرة اليد...)، وقد جاء هذا التغيير في أسماء الأندية، بفعل الصراع من أجل بسط هذه الجهة أو تلك لنفوذها على هذا النادي أو ذاك، قصد استغلاله في تحقيق أهداف معينة ومنها الفوز في الانتخابات، حيث ظل الطامحون في الفوز بالمقاعد الانتخابية يتسابقون على تدبير شؤون الأندية الرياضية كلما حان موعد الانتخابات، ثم يتركونها تختنق وتغرق بعد ذلك.

2016 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة7