طنجة7

معضلة المنظومة التعليمية قضية ضمير وأخلاق.. ولا إصلاح بدونهما

طنجة7- 2015-06-13 11:40:59:




لا شك أن تسريب الامتحان المتعلق بمادة الرياضيات بالنسبة لعدد من شعب امتحان الباكالوريا لهذه السنة، 2014/2015، لا يعتبر الأول من نوعه في بلدنا، إذ سبق أن تسربت أسئلة الامتحان ذاته في مناسبات أخرى، إلا أن ذلك التسرب لم تكن امتداداته لتصل إلى مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تتيح للجميع الاطلاع على مضامينها. 

غير أن الوقوف عند حدث التسريب وحده، على اعتبار أنه خلق أجواء التوتر والاحتقان في بعض الحواضر المغربية وخاصة الدار البيضاء، والذي حضرت الألطاف الإلهية للحد من تداعياته وتجنيب البلد الفتنة، وفتح التحقيق لمعرفة المسؤولين عنه، يجب ألا يشغلنا عن جوهر الاختلالات التي تعاني منه المنظومة التعليمية المغربية على جميع مستوياتها بما ذلك الجامعية، والتي حسب ما تتداول الألسن فإن الشهادات الجامعية في عدد من المواقع (الماستر، الدكتوراه) تباع وتشترى.

فإذا كان المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، قد عكف لزمان غير قصير على تشخيص أسباب تدني منتوج المنظومة التربوية ببلدنا، وكُلف من أعلى سلطة في البلد بوضع تصور ناجع لمعالجة اختلالها وإصلاح أحوالها، والذي ركز في عمله على فتح نقاش موسع في الموضوع، واستمع إلى عدد كبير من آراء ووجهات نظر المهتمين بالشأن التربوي المغربي، وتوصل إلى رسم استراتيجية الإصلاح المراد الانطلاق في اعتماده قريبا، فلا بد من التأكيد على أن أي إصلاح لن يكتب له النجاح ما لم يتم فيه المزج بين إعادة النظر في البرامج والمناهج الدراسية، وطرق وأنماط التأطير والتكوين، وجعلها متجاوبة مع التطورات العلمية والتقنية التي يعرفها العالم، ورد الاعتبار للأخلاق والضمير المهني، والتركيز على إصلاح العقليات والسلوكات المنحرفة التي صارت تتاجر بالتربية والتعليم، وحولت القطاع إلى وكالات للارتزاق والسمسرة في مصير التلاميذ والطلاب. 

ومن الواضح أن الوصول إلى الإصلاح في قطاع حساس جدا (معني بتأهيل وتأطير وإعداد رجال ونساء الغد)، لا يمكن أن يكون دون التصدي للعناصر الفاسدة داخله، وذلك بالضرب على أيديها بقوة وصرامة وتطهير الفضاء التربوي منها. 

2016 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة7