طنجة7

إلى متى سيستمر التستر على الموظفين الأشباح بطنجة؟

طنجة7- 2015-02-10 22:03:04:




تمثل إشكالية التهاون في التعامل الحازم مع الموظفين الأشباح على الصعيد الوطني، إحدى العوائق التي تحول دون فتح المجال أمام المعَطلين من حاملي الشهادات العليا، من مختلف التخصصات والكفاءات، للحصول على حقهم في العمل الذي يضمنه الدستور، ويحرمون منه ظلما وعدوانا، في حين يحصل عليه من لا يلتزم بتحمل مسؤوليته من المحظوظين، الذين تصل الأجور كل شهر إلى حساباتهم البنكية، وفيهم من تضاف إليها التعويضات ويستفيدون من الترقي، على الرغم من كونهم لا يحضرون إلى مقرات عملهم بالمرة.

فإذا كانت إشكالية الموظفين الأشباح بالمغرب تعتبر مظهرا من مظاهر الفساد الإداري الذي يعاني منه البلد، والمتعددة أشكاله وأنماطه، والتي تثير سخط وغضب المواطنين، نظرا لعجز الحكومات المتعاقبة عن محاربته، بما في ذلك الحكومة الحالية التي رفعت في برنامجها الانتخابي شعار محاربة الفساد، والذي يعد وجود عدد كبير من الموظفين الأشباح، بقطاعات متعددة من الوظيفة العمومية، أحد مظاهره الخطيرة والمؤثرة سلبا على مصلحة البلاد والعباد، فإنه لم يعد مقبولا أن يستمر الحال على ما هو عليه، حيث تستفيد مجموعة هائلة من الموظفين الأشباح من المال العام بشكل غير قانوني، في حين يواجه عدد كبير من الشباب المعطل قسرا من البطالة والحرمان، ويواجه بالقمع الشرس عندما يحتج مطالبا بحقه في العمل.

وإذا كان من الصعب تقدير حجم الموظفين الأشباح، وتقديم رقم محدد لعددهم على الصعيد الوطني، والذي يقدر بالآلاف، نظرا لكون معظمهم يستفيدون من الحماية، على اعتبار قربهم من أصحاب النفوذ أو انتماءاتهم الحزبية، فلا شك أن عددهم كبير جدا، وأنه من شأن إتاحة الفرصة للمعطلين لتعويضهم، بعد التخلص منهم، أن يمكن من حل مناسب لمعضلة البطالة.

وإذا كانت الإدارات المحتضنة للموظفين الأشباح على امتداد جغرافية الوطن، تتساهل في التعامل مع هؤلاء، ولا تتحمل مسؤوليتها في محاربتهم طبقا لما يفرضه القانون، فإن الاحتلال للمناصب الوظيفية من طرف الأشباح، يجب أن يحارب بصرامة كبيرة، وفي آجال لا تحتمل التأخير والتماطل، وإذا كان من الصعب تقديم إحصاء مدقق لحجم الموظفين الأشباح وطنيا نظرا لتستر مختلف الإدارات عن القيام بواجبها في التصدي لهؤلاء، فإنه يكفي أن نشير إلى أن مختلف القطاعات الإدارية العمومية في مدينة طنجة تحتضن عددا مهما من الموظفين الأشباح، الذين يحتلون وظائف بقطاعات التعليم والشباب والرياضة والثقافة والجماعات وغيرها من القطاعات الأخرى، وضمنهم من يمارس أعمالا أخرى ويحصل على أجر إضافي مقابل ذلك، فإلى متى سيستمر التستر على الموظفين الأشباح؟

2016 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة7