طنجة7

خفض أسعار المحروقات أو الضحك على المغاربة!

طنجة7- 2015-02-07 12:06:19:




عرفت أسعار المحروقات على الصعيد الدولي انخفاضا غير مسبوق، حيث انتقل سعر البرميل من 105 دولار إلى أقل من 50 دولار، وهو انخفاض لم تشهده أثمان المحروقات منذ ما يقارب أربعة عقود. 

وبالعودة إلى الارتفاع الذي طال أثمان المحروقات بالمغرب منذ تولى عبد الإله بنكيران رئاسة الحكومة بعد انتخابات 25 نونبر 2011، عقب اعتماد نظام المقايسة، قد تجاوز (3 دراهم) للتر الواحد في مادة (الغازوال) عندما كانت الأسعار مرتفعة (105 دولار)، وقد اعتبر المغاربة ذلك إجراء عاديا يهدف إلى التخفيف من الضغط المالي الذي تتحمله الدولة لدعم صندوق المقاصة، ولم يعترضوا عليه لأنه إجراء اضطراري في ظروف اقتصادية صعبة يواجهها البلد بفعل تنامي الأزمة الاقتصادية، التي صار المغرب يعاني من تداعياتها السلبية، إلا أن المغاربة الذين قبلوا مكرهين إجراء الزيادات المتتالية في أسعار المحروقات، عندما تجاوز ثمن البرميل من النفط عتبة المائة دولار، يستغربون اليوم من الانخفاض الذي قررته الحكومة والذي لم يتجاوز (55 سنتيما) بالنسبة (للغازوال) والذي حدث في مناسبتين (40 سنتيما) ثم (15 سنتيما)، ففي الوقت الذي كانت الحكومة قد رفعت ثمن (الغازوال) بأكثر من (3 دراهم)، عندما كان سعر البرميل من النفط يفوق مائة دولار تقرر اليوم خفض سعره بـ (55 سنتيما)، على الرغم من كونه يعتبر المحرك الأول للوضع الاقتصادي والاجتماعي بالبلد.

فمادة (الغازوال) تلعب دورا أساسيا في الحركة الاقتصادية المغربية، بحيث تعد المحرك للكثير من القطاعات الإنتاجية المرتبطة بحياة المواطنين، مثل الفلاحة أو النقل، سواء تعلق الأمر بنقل الإنسان عبر الحافلات داخل وخارج المدن والبوادي، سيارات الأجرة، أو نقل المواد الاستهلاكية المختلفة، وخصوصا الغذائية منها بواسطة الشاحنات والسيارات الخفيفة، فجميع هذه الآلات إلى جانب آلات أخرى تتحرك بواسطة (الغازوال)، الذي ارتفع سعره من قبل عندما كان ثمن النفط مرتفعا، ولم يعد على الأقل اليوم إلى سعره الأول، قبل الارتفاع الذي لحقه، على الرغم من كون أسعاره انخفضت على الصعيد الدولي بأكثر من 50%، وهكذا يحيل استمرار غلاء (الغازوال)، على بقاء مختلف المواد الغذائية والاستهلاكية والخدمات مرتفعة، وهو ما يلحق ضررا كبيرا بالقدرة الشرائية للفقراء ومتوسطي الدخل.

وإذا كان سعر (الغازوال) ظل مرتفعا على الرغم من كونه يعتمد بشكل قوي في الفلاحة والنقل المرتبط بعموم المواطنين، فإنه على العكس من ذلك عرفت أسعار (البنزين) الذي يحرك السيارات الفخمة التي يملكها الأثرياء انخفاضا مهما بالقياس إلى سعره السابق، بحيث لا يتجاوز سعره الحالي بعد التخفيض (درهما واحدا) بالنسبة لسعر (الغازوال) اليوم، فإلى متى سيستمر الضحك على المغاربة بخفض أسعار المحروقات بـ (15 سنتيما) و(7 سنتيمات).

2016 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة7