طنجة7

شوارع مدينة طنجة تفضح كذب العمدة فؤاد العماري

طنجة7- 2014-11-25 19:07:27:




في السنوات القليلة الماضية، تحولت شوارع مدينة طنجة إلى شوارع مهترئة تتسبب في معاناة كبيرة للمواطنين، وشيئا فشيئا أصبح السير فيها محفوفا بكل أنواع المخاطر، فلا يوجد اليوم في المدينة شارع إلا ووُضعت على جانبيه لوحات إشهارية أو أعمدة أو موائد وكراسي أو محابق عشوائية تسد الطريق فلا تترك مساحة كافية للحركة، وما من رصيف للراجلين إلا وزُرعت وسطه مسامير ضخمة أو تُركت فيه حفر عارية أو كومة من الأتربة، حتى يُخيل إليك أن الجماعة وضعتها خصيصا لمعاقبة الساكنة والنيل منها. 

في شارع بلجيكا والمكسيك وهولاندا وباستور وفاس ومحمد الخامس والحرية وشوارع رئيسة أخرى بمدينة طنجة، يسير الأصحاء من المواطنين الشباب وهم مهددون في سلامتهم وصحتهم، أما المرضى وكبار السن وذوو الإعاقات الجسدية أو الذين لا يتمتعون بنعمة النظر، فهم محرومون من السير في شوارع مدينتهم ولا يمكنهم الخروج من المنزل إلا بوجود من يساعدهم على تخطي كل مطبات ومخاطر الشارع والرصيف.

يقول كثير من المواطنين إن فؤاد العماري عمدة مدينة طنجة دوّخهم بخرجاته الإعلامية وتصريحاته وشطحاته هنا وهناك، لكنه لم يقدم لهم أية خدمات حقيقية. يحسن العماري القول وتقديم الوعود، ويسافر في مشارق الأرض ومغاربها لتوقيع الاتفاقات والتوأمات في فرنسا وإسبانيا والشيلي، لكنه ينسى أن مقياس التقدم في المدن هو جودة الخدمات التي تُقدم للمواطن فيها وليس كمّ الوعود الكاذبة. 

كتبتُ مرة في "طنجة7" أن عمدة طنجة يحن لزمن البداوة، واتهمني البعض حينها بالعنصرية ضد الرجل، وأنا أقول اليوم أن ما لا يمكن لعمدة طنجة فؤاد العماري أن يفهمه أبدا، لأن تاريخه لا يتيح له فهم ذلك، هو المساحة التي تمنحها عمادات المدن في الشوارع للراجلين، للأطفال وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، ما لا يمكن للعماري أن يفهمه أبدا، لأن تاريخه مرة أخرى لا يتيح له فهم ذلك، هو أن الشوارع في المدن مقياس للتنمية، والحق في السير فيها بأمن وأمان يُقدَّم على أي حق آخر وتحت طائلة القانون، فلا بد للمواطن أن يحظى أولا بكل ما يليق بكرامته وإنسانيته.

يدمن فؤاد العماري الحديث عن مشروع "طنجة الكبرى" ولا تتوقف حنجرته عن الهتاف له، يدمن الكذب على نفسه وعلى الناس حين يتحدث عن الإصلاحات والبنيات التحتية، لكن حبل كذبه قصير، تفضحه شوارع المدينة والأخطار التي تهدد سلامة الناس يوميا في الشارع والحي والحديقة والمستشفى والإدارة والجامعة ووسائل النقل العام. بقي أن أشير فقط إلى أنني لست ضد مشروع "طنجة الكبرى"، ولو أنني عكس العماري أفهم جيدا معنى "المشاريع الكبيرة"،  لكنني لا أقبل تجاهل القضايا الحياتية اليومية للمواطنين باسم "القضايا الكبرى".

2016 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة7