طنجة7

عمل المرأة.. أجر ومعاناة

طنجة7- 0000-00-00 00:00:00:



كل صباح، وقد يكون الظلام لا زال يغطي المدينة، والناس نيام، تخرج آلاف النساء من بيوتهن يتوجهن نحو عمل سيسمح لهن بتوفير أجر. نساء من كل الأعمار ومن كل الطبقات، يتوجهن إلى العمل مثقلات بهموم ومسؤوليات عمل غير مأجور هو عمل البيت، لكن يبقى الإصرار على الخروج للعمل للحصول على أجر ركيزة أساسية لأسر كثيرة.

عندما وقع المغرب معاهدة الحماية سنة 1912، بدأ التغيير الذي ستفرضه المرحلة الجديدة. تغيير مس البنيات الاقتصادية والاجتماعية سواء في البوادي أو المدن. جردت الكثير من الأسر من أراضيها بوسائل مختلفة، وتم الاستيلاء على الملكيات الجماعية.. وفي المدن بدأت تظهر بعض المصانع.

في ظل هذه الظروف، دخلت النساء ميدان العمل. العمل في ضيعات الأجانب في البادية، وفي المدن دفعت الحاجة النساء المهاجرات إلى البحث عن عمل في المصانع التي أنشأها المستعمر، كما شغلت هذه اليد العاملة الرخيصة في المنازل كخادمات بينهن طفلات سيتعرضن للاستغلال من خلال ساعات العمل الطويلة.

خروج المرأة إلى العمل في المغرب، خروج فرضه واقع الاستعمار ولم يكن نتيجة اختيار. نساء أميات فقيرات لا يملكن غير طاقة العمل، ورغم السنين الطويلة التي مرت بعد الاستقلال، فلا زالت هذه الفئة تشكل نسبة مهمة من اليد العاملة التي تشتغل في المصانع في المدن وفي البوادي في العمل الموسمي، نساء محرومات من كل الحقوق.

رغم المعاناة، يبقى العمل بالنسبة للمرأة وسيلة لتحقيق استقلالها والتخلص من الإحساس "بالذل" الذي كانت مضطرة لتقبله من الآخر الذي يعيلها مهما كان، أبا، أخا أو زوجا.. لكن وبسبب الروابط الأسرية التي لا زالت قوية في المجتمع المغربي، وجدت الكثير من النساء، بعد الخروج إلى العمل، أنفسهن مسؤولات عن أسرهن لأسباب كثيرة. لكن من بينها سلوك أصبح يتنامى هو التهرب من تحمل المسؤولية من طرف الرجال، وخاصة بعد الزواج، ومن المساء من تضطر لأن تقسم أجرها ما بين الأب والزوج وقد تتعرض بسبب هذه المساعدة إلى الضرب أو الطلاق، لأن الزوج يعتبر هذه الأجرة حقه.

مع الوقت، سيصبح عمل المرأة إرهاقا مستمرا، توترا، قلقا، اكتئابا، جحيما يوميا لا ينتهي بين العمل المأجور، ومسؤوليات لا تنتهي وعمل غير مأجور من كنس، طبخ، غسيل وتدريس للأبناء...

إذا كانت المرأة قد اعتبرت العمل وسيلة للتحرر والانعتاق، فقد تحول مع مر الزمان إلى قيد عبودية يخنقها. فمتطلبات الحياة مع السنوات تزداد والمسؤوليات تزداد، والتضحيات يجب أن تقدم والأجر مهما ارتفع يبقى غير كاف.

رغم كل هذه المعاناة اليومية، ولسنين طويلة، والأموال التي تصرفها النساء على أسرهن والتي أصبحت بنسبة كبيرة مسؤولة منهن، رغم كل هذا عندما يوزع الإرث تُحرم النساء من حقهن.

2016 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة7