طنجة7

خالد مشبال.. مدرسة للإعلام الوطني الجهوي بالشمال

طنجة7- 2017-08-19 16:50:30:




يرتبط مسار الراحل خالد مشبال في مجال الإعلام بمفهوم المدرسة الحقيقية المتكاملة العناصر والأركان، الذي يمكن وصفه بالأستاذ والمعلم للإنصاف، باعتباره يشكل العنصر الملقن للحرفة وديداكتيك المهنة بطريقة التلقي المباشر والمصاحبة المستمرة لمن جاوره في حياته واقترب من حضوره، وفتح لهم المجال على صفحات منبره، بالاستناد إلى مستوى القاعدة الشعبية التي حظي بها وكوّنها وجذرها بجِده وكفاحه المتواصل، لأن خياره المنهجي الذي لازم تجربته في العمل بكونه صحفيا حامل قلم وكاتب رأي يفكر بالكتابة وعبر الكتابة، بها يبدع وبها ينتج خطابه، مثل رصيد الأعمدة الصحفية المكتوبة التي خلفها وتزخر بها أعداد جريدة الشمال وغيرها، أو الكتابات المذاعة على الاثير كحالة شرود ذات نسبة المتابعة المرتفهة انذاك على طول السبعينيات الى حدود الثمانينيات، وطول البرامج التي أنتجها بإذاعة طنجة. 

ويُعد الراحل، رحمة الله عليه، مؤسس تجربة فريدة في الإعلام الجهوي في شكل مؤسسة مهنية احترافية تطبعها الرصانة، وأصبحت وكالة الشمال، منذ بداية انطلاقها مشروعا في منتصف التسعينيات، مدرسة متكاملة الشروط في مجال الإعلام الحديث، أو معهدا للعمل الميداني في قضايا الشأن المحلي بصورة ورشة مفتوحة على الهموم اليومية للمواطن، حيث اسقطب منذ انطلاقتها الأولى أقلاما ومثقفين ورموزا وازنة من المنتسبين للجهة في اختصاصات ومجالات معرفية وعلمية متنوعة، ومنها الفنية أيضا بإشراك التشيكلي المغربي بنيسف المقيم بإقليم الأندلس بصفة دائمة في هذه التجربة المتمزة. 

 وكان خالد مشبال أول من كرّم الدكتور الراحل المهدي المنجرة ومنحه جائزة وكالة شراع الإعلامية بطنجة، وتواصلت استضافته بطنجة في مناسبات متعددة اعترافا بقيمة الرجل كمفكر تنكّر له المخزن وحاصره. 

ولم يسلم مشبال من استهداف لوبيات خُدام المخزن في الفساد حيث كان قد فتح ملف تجاوزات رئيس بلدية أصيلة محمد بنعيسى، وحكمت عليه المحكمة بغرامة تعويضية كبيرة تضامن معه خلال تلك المحنة وسانده قطاع واسع من الفضلاء في حملة أطلقتها وكالة شراع، والتف حولها شرفاء المدينة والجهة لجمع تبرعات لأداء الغرامة، وكان ممن تضامن معه على المستوى الدولي رئيس الحكومة الإسبانية السابق المنتمي للحزب الاشتراكي الإسباني فيلبي كونزاليس لسمو مكانته الإعلامية عند الجيران.

ويمكن اعتبار تجربة الراحل بمرجعيتها وحمولتها الثقافية القومية التي سردها في مذكراته المنشورة بجريدة المساء، خلال مرحلة الدراسة في مصر أيام فترة صعود جمال عبد الناصر والمد القومي إبان فترة الخمسينيات ونهل من بيئتها، وارتباطه العضوي بتأسيس الصحافة الحديثة في شمال المغرب بين جهة تطوان ـ طنجة على أنه وسع الفضاء المدني على المستوى الوطني، عن جدارة، ومزجه بالخصوصية المحلية ذات الريادة الإعلامية في التواصل العمومي الذي رسخ الفرادة والتميز وقيمة الاختلاف في الإعلام الوطني الشعبي. 

 كم من خالد مشبال نحتاج اليوم بعد رحيله، لمواصلة نهجه التواصلي التربوي والثقافي في المرحلة الراهنة أمام هيمنة إعلام السوق والاستهلاك.

2016 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة7